كتاب القول الفصل ختان الاناث الشرعى
 

 

طالع الكتاب  (11 ميغا بايت)

مقدمة كتاب القول الفصل ختان الاناث الشرعى
أخوانى وأخواتى أحبتى فى الله:
يقول الله جل جلاله : (( و إن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون)) سورة التوبة الآية 12
إنه أمر دين.... وقد طعنوا فى ديننا...
بعد بحوث ودراسات من مجموعة من الأطباء والفقهاء المعتبرين فى هذه البلاد وبعد صدور فتوى شرعية من مجمع الفقه الاسلامى السودانى وفتاوى العلماء المسلمين فى كافة أنحاء البلاد الاسلامية , وجب علينا كمسلمين نعتز بديننا وسنه نبينا المطهرة أن نوضح لكافة المسلمين فى مختلف أنحاء العالم ما توصلنا إليه فى البحث فى هذا الموضوع المهم والحساس , والذى أثار الكثير من الجدل , فإذا كانت إثارة الجدل لإظهار وتحقيق الحق واستعلام ما ليس معلوماً أو تعليم الغير فهذا جدل محمود شرعاً، وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم" ... وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " (النحل:125) . و رحم الله القائل : الشراكة في الرأي تؤدي إلى الصواب.

ولكن إثارة الجدل إذا كان المراد منه التعصب للآراء بدون حل للمشكلات التى أثارت الجدل يعتبر جدلاً مذموماً شرعاً، وفي هذا النوع من الجدل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية الكريمة: وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ , مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ. (الزخرف:58) والحديث رواه الترمذي .

إن من أول حقوق الإنسان هو حقه فى حرية ممارسة عقيدته ، وحقه فى أن يسلك أمور حياته الشخصية والعائلية والخاصة بما يتفق مع معتقده ودينه طالما أنه فى هذا المسلك لا يعتدى على غيره أو يضر به أحداً ، ومن البديهى أن ذلك ينطبق على قضية ختان الإناث الشرعى.

هذا الموضوع ((ختان الإناث )) من الموضوعات التي تمس الحياء وبالرغم من إشتغالي في هذا المجال اكثر من25 عاماً إلا أنني أقدم اعتذاري في الخوض في هذا الموضوع بهذه الصراحة و الوضوح، وعزائي قول أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها: "نعم النساء نساء الأنصار؛ لم يمنعهن الحياء من أن يتفقهن في الدين".

إن ما دفعني للخوض في هذا الموضوع أنه قد فتح به باب واسع للطعن في الدين الحنيف وسنه المصطفى صلى الله عليه و سلم , لذا فقد وجب على كطبيبة إستشارية فى مجال النساء والتوليد ومسلمة , بعد أن تبينا الرأي الفقهي في هذا الموضوع , أن نبين الموضع التشريحي الجسدى الطبي المقصود بالختان عند الإناث , كواجب علينا فى حل مشكلة الختان غير الشرعى ( الفرعونى ) المتأصلة فى مجتمعنا السودانى والرجوع بالناس الى الحل الاسلامى الأصيل _ وليس حلاً بديلاً _ بل امراً بالمعروف ونهياً عن المنكر ,حيث يقول المولى عز وجل :( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولائك هم المفلحون ) سورة آل عمران 104 , وذلك لما رأيناه وسمعناه ممن يدعون إلي التخلي المطلق عن ختان الإناث بحجة انه لا وجود له في الشريعة الإسلامية وليس من السنة حتى يتمكنوا من محاربة الختان غير الشرعى (الفرعوني) والذي هو محارب بلا شك لمجرد اسمه الشائع فقط ناهيك عن المضاعفات والمشاكل التي يؤدى إليها فقاموا بنفى الأحاديث والتلاعب فى معانيها وطعنوا فى الدين . وأرجو أن يكون موقفي ورأيي هذا لا لشيء إلا دفاعاً عن ديننا وشرعنا الحنيف و تثبيتاً للسنة النبوية الشريفة والدعوة للإلتزام والتمسك بهما .

الختان الشرعى الآمن الذى ندعو اليه ويجب ممارسته بواسطة كوادر طبية مؤهله لا توجد فيه أى من المضاعفات المذكورة فى كلام ونقاش كل من يتكلم عن ختان الاناث دون التمييز بين النوعين المختلفين شرعياً وطبياً من : {{ تشويه لأعضاء المرأة التناسلية أو نزيف دموى اثناء العمليه أو التهابات تعقب العمليه وكذلك الآلام النفسيه والعضويه عند الزفاف وتعسر الولادة وغير ذلك من الاخطار المعروفة عن الختان غير الشرعى (( الفرعونى بكافة درجاتة المختلفة }}.

و نأكد على أن ختان البنات الشرعى أمر جائز ومشروع ولا يوجد من يحرمه أو يمنعه وقد جاء إختلاف الائمه فيه سنيته أو وجوبه , ولكن لم يجئ أى رأى شرعى بمنعه أو تجريمه . وهو اولاً وآخراً أمر إختيارى وليس فيه إى إكراه ولا جبر لمن لايرد أن يقوم به وهو غير واجب عند بعض الائمة ولكن من يقوم به يؤجر ويحسب من المطبقين لسنه النبى الكريم صلى الله عليه وسلم , فى نفس الوقت يجب أن يكون الختان بالطريقة الصحيحة الآمنة متوفر لمن أراد أن يقوم به إكراماً لبناته .وعلينا أن نوضح للجميع ان إجراء هذه العملية بسيط للغاية وسهل ولا توجد فيه اى من المضاعفات التى تذكر مع الختان غير الشرعى , على أن يدرب الكادر الطبى ويؤهل وتكون هنالك مراكز للقيام بالعمل الشرعى ((كما هو الحال فى اندونيسيا )) ومراكز أخرى فى العالم الإسلامى , وتحت رقابة شديدة وأن يردع ويحاسب كل من يتجرأ بمخالفة الطريقه الشرعية . وأن الختان الشرعى للإناث ليس فيه ضرر أو شبه ضرر و لو كان كذلك لكان لختان الذكور كذلك ضرر ويجب عدم السماح بممارسته أيضا. وهذا ما يدعو اليه الغرب وفىأقرب البلاد الاسلامية الينا حاليا !!! (منع ختان الذكور على أنه نوع من أنواع تشويه الجهاز التناسلى للرجل( Male Genital mutilation). كما يسمى الختان الفرعونى للإناث تشويه الجهاز التناسلى للمرأة( Female Genital Mutilation) (FGM) وهم يدعون الى هذا من باب ما يسمى بسلامة الجسد أو الBody Integrity ,وعدم المساس به لأى سبب من الأسباب ولو كانت عقائدية ومن هنا يدعون الى تجريم وتحريم الختان فى الجنسين.

وهنا أود أن أوضح أمرين فى غاية الأهمية:

1 - تصحيح الخطأ الشائع بين بعض الشيوخ والاطباء وعامة الناس بأن الختان السني هو أخذ جزء من البظر أو كل البظر مع القلفة . ، كما هو موجود الآن في أغلب المراجع والدراسات الشرعية والطبية. أن طريقة جراحة الختان في الجنسين متشابهه وشرحها لنا فقهاؤنا الأجلاء.(يقول ابن القيم-رحمه الله- في كتابه تحفة المودود ص113-114: قال ابن الصباغ في الشامل: (الواجب علي الرجل ان يقطع الجلدة التى على الحشفة حتى تنكشف جميعها ...) و قال الماوردي: (واما خفض المراة فهو قطع جلدة فى الفرج فوق مدخل الذكر ومخرج البول على اصل كالنواة و يؤخذ منه الجلدة المستعلية دون اصلها). والمفهوم من الجلدة هنا هو القلفة في المرأة والرجل.

2 - تصحيح المفاهيم الخاطئة بأن الهدف والحكمة من الختان فى الإناث هو ضبط وتقليل الشهوة المفرطة عند المرأة ، وقد جاءت تلك المفاهيم الخاطئة بالضرر الكبير عند نقاش هذا الموضوع ، والواقع والتجارب والعلم الحديث أثبت غير ذلك أن الحكمة من الختان الشرعى الآمن هى تعديل وتحسين للعلاقة الزوجية الكاملة والوصول بالجنسين الى مرحلة الارتواء والإكتفاء فى هذه العلاقة المقدسة . وقد بين ذلك الامر الشيخ ابن القيم رحمه الله أن فوائد الختان متطابقة في الجنسين وقال (اشتركت خصال الفطرة في الطهارة و النظافة واخذ الفضلات المستقذرة ...هذا مع ما في الختان من تعديل للشهوة ... وتجد الاقلف من الرجال والقلفاء من النساء لا يشبع من الجماع ...والقلفة تعوق الجماع)( تحفة المودود ص109-112وص125). وقد جاء فى الفقرةالثالثه من فتوى مجمع الفقة الاسلامى السودانى رقم 10\ د \ 2\ 26 ه والتى تجيز الختان الشرعى الآمن : أنه لم يقل أحد من أهل العلم المعتبرين فى القديم ولا الحديث بالتحريم قط بل الإتفاق قائم على مشروعية ختان الإناث .
ونسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد . واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى اللهم وسلم وبارك على رسولك الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

الأمين العام لمنظمة أم عطية الأنصارية
د . ست البنات خالد محمد على
إستشارى أمراض النساءوالتوليد
جامعة الخرطوم – السودان
 

قريبا بالمكتبات بحول الله
  

جميع الحقوق  محفوظة الإ للنشر الدعوي مع الإشارة للمصدر  موقع منظمة أم عطية 2009  اتصل بنا  info@umatia.org

المشرف العام على الموقع  د . ست البنات خالد  السودان - الخرطوم