منظمة أم عطية الانصارية

محاولات تحريف دور المرأة عبر المنظمات

أ.د عبد الله الزبير عبد الرحمن

إن العالَمَ الآخر الفاجر، عالم غير المسلمين، وكارهي الإسلام من أبناء جلدتنا لا يريدون للحق أن يبقى ويقوى، فتنادى الأعداء من كل صوب حين شعروا بخطر التجمعات النسوية الدعوية وتحركوا بأغراضهم الشريرة وأجندتهم الماكرة ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾.

من أجل ذلك أسسوا المنظمات الضرار لتفتيت جهود المنظمات الدعوية، وعبَّؤوا الجاهلات من نساء المسلمين ضد المجتمع والأسرة والدين والهوية ، فانخرط من نسائنا الكثيرات فيما يطلب منهن لتقويض أركان الأسرة والمجتمع الإسلامي بمعاول حقوق المرأة وتحرير المرأة تحت رايات مساواة الرجل، فكُوِّنتْ لذلك الجمعيات والمنظمات وعُقدت الندوات والمؤتمرات ، وأُسست لجان مناصرة المرأة في المغرب والمشرق وهيئة الأمم المتحدة عبر لجنة المرأة بها، لتصبيغ هذه الدعاوى الباطلة بصبغة الشرعية الدولية ، فقامت في كثير من دول المسلمين جمعيات ومنظمات ولجان تدعو إلى إبعاد الفطرة وطوي كتاب الله الناطق بالحق ونشر شرعة الإباحية وغسيل أدران حضارة الغرب الغابِيَّة الجاهلية النتنة وكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزالان بين ظهرانينا.

ففي مصر فقط وعلى سبيل المثال من الروابط والجمعيات واللجان والهيئات والمنظمات العاملة ضد دعوة الإسلام والرافضة لأحكام القرآن والسنة في تحقيق ذات المرأة وكيانها على مراد خالقها العالم بها وبحالها وتكوينها الفطري والجسدي والعاطفي ﴿أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾. من هذه الهيئات والمنظمات والروابط :

أولاً: رابطة المرأة العربية:

وقد أُنشئت في عام 1987م وحصلت على مركز استشاري مع الأمم المتحدة ، تم إنشاؤها في أعقاب مؤتمر المرأة الثالث ط نيروبي 1986م " . وهذه الرابطة معنية بتطبيق أجندة الأمم المتحدة النسوية في مصر ، وعلى رأسها مقررات مؤتمر بكين ، ومن أهم ما تقوم به هذه الرابطة:

1ـ دعم الجمعيات الأهلية المصرية نحو تنفيذ مقررات مؤتمر بكين بالتعاون مع الحكومية الهولندية .

2ـ المطالبة بتضمين المناهج الدراسية في مرحلة التعليم الإلزامي من سن السادسة إلى سن الخامسة عشرة تعليم الجنس ، وهو الهدف المرصود في أجندة ووثائق الأمم المتحدة النسوية (( Education of Sex )) من تعليم المراهقين الجنس وكيفية ممارسة الجنس الآمن بعيداً عن الحمل والأمراض التناسلية ، وقد أجرت بعض المنظمات النسوية دورات تدريبية عن الجنس في حضور المراهقين والمراهقات سوياً !!!! ولا حول ولا قوة إلاّ بالله!!!!...

3ـ محاربة الزواج المبكر للأنثى التي بلغت سن الرشد وظهرت عليها علامات البلوغ تحت مسمى " الاستغلال الجنسي للأطفال " ووفق مفهوم الأمم المتحدة يضم الزواج المبكر للأنثى وإنْ بلغت السن الشرعية للزواج ، لأنهم يعتبرون أن الأنثى التي لم تبلغ السن القانونية للزواج هي طفلة فلو زوِّجتْ دون هذه السن فذلك استغلال جنسي لها ومن ثَمَّ ينبغي التصدي لذلك .

ثانياً: المركز المصري لحقوق المرأة:

وقد تأسس في أبريل من العام 1996م ومن أهدافه:

1ـ التمكين السياسي للمرأة من خلال توسيع نطاق تبوئها المناصب السياسية وكذلك زيادة مشاركتها في الفعاليات السياسية.

2ـ تقديم المساعدة القانونية للنساء من أجل الخلاص من الأزواج.

3ـ رصد ما يصنفونه على أنه انتهاكات واعتداءات واقعة على السيدات سواء من قبل أفراد أو هيئات حكومية.

4ـ رصد القوانين والتشريعات التي يرون أنها تقيّد مطالبهم للمرأة المصرية وتتناقض مع المواثيق والاتفاقيات الدولية .

5ـ المشاركة في برنامج شرق أفريقيا للأميّات الأربع الذي هو شراكة بين منظمات من مصر وأثيوبيا وكينيا والمملك المتحدة برعاية منظمة نساء حول العالم ، والمقصود بالأمّيّات الأربع: أمية الجسد وتشمل القضايا الجنسية وما يرتبط بها من الزواج المبكر والختان . وأمية المال : وتعني الاستقلال الاقتصادي عن الرجل ( أباً كان أو زوجاً أو ولي الأمر) . وأميّة الكلمة: ويُقصد بها بُعدُ المرأة عن مواقع صنع القرار لتشارك بفاعلية في صياغة الحياة السياسية داخل المجتمع. والأميّة المدنية: ويقصد بها الجهل بالقوانين والاتفاقيات الدولية المرتبطة بالمرأة .

ثالثاً: مركز قضايا المرأة المصرية :

وتأسست في العام 1995م وهدفه تقديم المساعدات القانونية للمرأة.

رابعاً: ملتقى الهيئات لتنمية المرأة :

وتأسست في عام 1996م ويضم أحد عشر مؤسسة أهلية تعمل في ضوء الاتفاقية الدولية لإلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة المعروفة بـ "سيداو" ليعمل عبر هذه المؤسسات الإحدى عشرة على ممارسة الضغط على الحكومة لتحقيق أهداف هذه الاتفاقية.

وهذه المنظمات والروابط والجمعيات النسوية وغيرها عقدت جملة من المؤتمرات والندوات وورش العمل انتهت إلى جملة اطروحات أظهرها:

1ـ العمل على نشر الانحلال الخلقي والدعوة إلى الحرية الجنسية .

2ـ استهداف الجذور بمعاداة الدين والتقاليد والهوية واللغة تحت دعوىَ تغيير القوالب الثابتة .

3ـ نشر ثقافة الاستسلام والقبول بالأمر الواقع باسم السلام .

4ـ تأليب النساء وتحريضهن ضد المجتمع باسم المطالبة بالحقوق .

5ـ العمل على معاداة الشريعة أو تأويل النصوص لتتفق مع أطروحاتهم .

6ـ تنفيذ الأجندة الغربية بالتعاون مع السلطة والنخبة .

7ـ القياس بمقاييس علمانية .

8ـ تخريب المجتمع من الداخل .

9ـ ممارسة الاحتيال الفكري وخداع الجماهير .

في كل هذه الطامّات !! ولتحقيق هذه الأهداف المهلكة للأمة !! والمفتتة للمجتمع !! والمقوضة لأركان الأسرة !! ؛ يعمل كثيرٌ من نساء المسلمين على عَمَى وجهالة ، وفي بُعد عن دينيهن ، بل في محاربة لدينيهن علمن أو جهلن، فحُرِّف دور المرأة المسلمة عبر هذه المنظمات ، فوجب على القادرين من أفراد الأمة وحكامها ومؤسساتها المالية والسياسية والاجتماعية دعم المنظمات الدعوية النسوية ، وتفعيل دورها لتقف سداً منيعاً أمام المدّ الشروري الدولي ، وصخرة جلمود تتكسّر عندها معاول الشرّ في أيدي هؤلاء و﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ونحن على يقين أننا إذا ما بذلنا وسعنا في ذلك ؛ أنّ الله سيكفناهم بما يشاء ﴿ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.

مقالات أخرى :