فرحنا والله ولكن ليس
لأنفسنا
د. ست البنات خالد
استشارى أمراض النساء والتوليد
جامعة الخرطوم _ السودان
يقول الله نعالى: (( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن
تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ
خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم َّمسَّتْهُـمُ الْبَأْسَـاءُ
وَالضَّـرَّاءُ وَزُلْـزِلُـواْحَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ
وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ
مَتَـى نَصْــرُ اللّـــهِ َألا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ))
البقرة 214
جائنى أحد الصحفيين من الحزب الشيوعى وهو يفخر بانتمائه الى هذا
الحزب , فقد زارنى مرات كثيرة قبلها محاوراً فى أهمية ختان
الاناث السنى الشرع ى
ومحاولاً أن يأخذ منى ويعطى حتى يكتب المقالات للآخر ويجنى منها
ما يجنى من مقابل مادى لا بأس به وقد قال ذلك بالحرف الواحد ,
فلما أجاز مجلس الوزراء الموقر ختان الاناث السنى أو الشرعى بناءً
على فتوى مجمع الفقه الاسلامى جائنى هذا الصحفى وكان يسأل :
لماذا أنتم فرحين بكل الإحباط الذى حصل لمعارضى ختان الاناث ؟؟
ذلك عندما رفض مجلس الوزراء فى إجتماعه يوم الخميس 5 فبراير 2009
البند 13 من قانون الطفل والذى ينص على تحريم وتجريم ختان الاناث
بكل أنواعه !!
فقلت: نحن ايضاً نعمل بكل ما لدينا من قوة وامكانيات على محاربة
ختان الاناث !!!! المقصود من المنظمات المحلية ومنظمات الامم
المتحدة جميعها بما فيها اليونسيف ومنظمة الصحة العالمية وغيرها
من المنظمات المختلفة التى تتسعى الى ازالة كافة أنواع الظلم عن
المرأة , و المقصود هو الختان غير الشرعى الذى يؤدى الى كل
المضاعفات النفسية والصحية والجنسية التى ذكرت , فبهذا ننهى عن
المنكر والذى انكره رسولنا الكريم عليه الصلاة والتسليم قبلنا
عندما ووصى الخاتنة بأن لا تنهك ولكن عليها بالاشمام وهو الاخذ
اليسير والذى فسره علماء السلف رحمهم الله بازالة ادنى جزء من
جلدة فى أعلى الفرج على اصل كالنواة تؤخذ الجلدة وتبقى النواة,
وهى اصل الفوائد التى ذكرها عليه الصلاة والسلام فى ان وجودها
أنضر للوجه وأحظى عند البعل , وقد صدق الصادق المصدوق فيما قال
بما اثبتته الدراسات الغربية الآن مما ادى الى فتح العيادات
التخصصية فى الغرب لإجراء هذه العملية لجراحية السهلة والمفيدة
لكى تجد المرأة أياً كانت حظوتها فى حياتها الخاصة .
فإذا رجعنا لسبب الفرح فقد فرحنا والله لإحقاق الحق وإعلاء كلمة
الله وسنه نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ,
والله لم نفرح إلا لذلك ولم يهمنا ما حصل
لنا من تجريح واساءة وظلم من كل من تكلم عنا فى الصحف والمجلات
والشاشات ومنتديات الشات وورش العمل والمجالس الخاصة وإتهمونا
بان لدينا (( خزعبلات)) سبحان الله أسنه رسولنا الكريم
(( خزعبلات))!!! وساءنا كل من تكلم وانتقد ومس أعراضنا ولكنا
سألنا الله الثبات على الحق والصبر على كيد العباد وعلى هذه
الفتن والامتحانات وكلنا عشم فى نصرة الله سبحانه وتعالى لنا فى
نصرة الحق.
ولقد أستدعانى المجلس الطبى السودانى الموقر أكثر من 5 مرات
وهددت فى آخرها بقفل عيادتى وسحب رخصتى وحرمانى من أحب عمل لدى
بعد عبادة الله جل وعلا فى هذه الدنيا الفانية فالحمد لله , أراد
الله أن أستمسك بالحق وأقوم به والله المستعان .وحينها جاء النصر
من الله العلى القدير وثبت ختان الاناث الشرعى بفضل الله ومنته .
وقلنا سنكون كأبى ضمضم الذى قال عنه رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ألا تحبون أن تكونوا كأبي ضَمْضَم؟" قالوا: يا رسول الله،
ومن أبو ضمضم؟ قال: "إن أبا ضمضم كان إذا أصبح قال: اللهم إني قد
تصدقت بعرضي على من ظلمني"، وفي رواية: "اللهم تصدقت بعرضي على
عبادك".
وفي رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه كما قال ابن عبد البر: ("إن
رجلاً من المسلمين قال: اللهم إني ليس لي مال أتصدق به، وإني قد
جعلت عرضي صدقة لله عز وجل لمن أصاب منه شيئاً من المسلمين؛ قال:
فأوجب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد غفر له").
ولنا كل الرضا والمواساه والفخر بما شرح به العَلَّامـةُ الشَّيخُ
عَبْدُالرَّحمنِ بْنُ نَاصِرِ السِّعدي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى
عند تفسيرِ هذهِ الآيةِ:
يقول الله تعالى:
(( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا
يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم َّمسَّتْهُـمُ
الْبَأْسَـاءُ وَالضَّـرَّاءُ وَزُلْـزِلُـواْحَتَّى يَقُولَ
الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ
مَتَـى نَصْــرُ اللّـــهِ َألا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ))
البقرة: 214حيث قال:
يخبر تبارك وتعالى أنه لابُدَّ أن يَمْتَحِنَ عِبَادَه بالسَّراءِ
والضَّراءِ والمَشقة كما فَعَلَ بِمَنْ قبلهم، فهي سُنَّته
الجارية التي لا تتغير ولا تتبدل، أنَّ مَن قام بدينه وشرعه
لابُد أن يبتليه، فإن صبر على أمر الله ولم يبالِ بالمكاره
الواقفة في سبيله، فهو الصادق الذي قد نال من السعادة كمالها ومن
السيادة آلتها.
ومن جعل فتنة الناس كعذاب الله، بأن صدته المكاره عما هو بصدده،
وثنته المحن عن مقصده، فهو الكاذب في دعوى الإيمان؛ فإنه ليس
الإيمان بالتحلي والتمني ومجرد الدعاوى، حتى تصدقه الأعمال أو
تكذبه.
فقد جرى على الأمم الأقدمين ما ذكر اللهُ عنهم:
)مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء( أي: الفقر.
)وَالضَّرَّاء( أي: الأمراض في أبدانهم.
)وَزُلْزِلُواْ( أي: بأنواع المخاوف من التهديد بالقتل، والنفي،
وأخذ الأموال، وقتل الأحبة، وأنواع المضارحتى وصلت بهم الحال وآل
بهم الزلزال، إلى أن استبطأوا نصر الله مع يقينهم به؛ ولكن لشدة
الأمر وضيقه قال:
)الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ(،
فلما كان الفرج عند الشدة، وكلما ضاق الأمر اتسع قال تعالى: (أَلا
إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ).
فهكذا كُلُّ مَنْ قَامَ بالحقِ فإنَّه يُمْتَحن.
فكلما اشتدتْ عليه وصعبتْ، إذا صبر
وثابر على ما هو عليه انقلبت المحنة في حقه منحة، والمشقات راحات،
وأعقبه ذلك الانتصار على الأعداء وشفاء ما في قلبه من الداء.
وهـذه الآيـة نظير قولـه تعالى:
)أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ
اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ(
وقـولــه تعالى:
)الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا
وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن
قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا
وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ(
فعنـد الإمتحـان يُكْـرم المـرءُ، أو يُهَان.
فالمتمسك بالكتاب والسُّنَّة عقيدة ومنهجًا وعبادةً وسلوكًا
تـراه دائمًا نشيطًا في الدعوة إلى دين الله وإن أوذيَ؛ لأن أذية
الداعين إلى الخير من طبيعة البشر إلا من هدى الله قال الله
تعالى لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (وَلَقَدْ
كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا
وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا) وكلما قويت الأذية قرب
النصر، وليس النصر مختصًا بأن ينصر الإنسان في حياته ويرى أثر
دعوته قد تحقق بل النصر يكون ولو بعد موته بأن يجعل الله في قلوب
الخلق قبولًا لما دعا إليه وأخذًا به وتمسكًا به فإن هذا يعتبر
نصرًا لهذا الداعية وإن كان ميتًا، فعلى الداعية أن يكون صابرًا
على دعوته مستمرًا فيها، صابرًا على ما يعترضه هو من الأذى،
وهاهم، وها هم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أوذوا بالقول
وبالفعل قال الله تعالى: (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ
)
وقال عز وجل) : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا
مِنَ الْمُجْرِمِينَ(, ولكن على الداعية أن يقابل ذلك بالصبر
وأنظرْ إلى قول الله عز وجل لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم ): إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ
تَنْزِيلًا( كان من المنتظر أن يقال فاشكرْ نعمة ربك؛ ولكنه عز
وجل قال: )فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ( وفي هذا إشارة إن كل من
قام بهذا القرآنالكريم والسنه الشريفة فلابد أن يناله ما يناله
مما يحتاج إلى صبر.
فالصبر ... الصبر في غاية المهمات لمَنْ عَلِم، فعمل، فدعـا،
يحتاج إلى أن يصبر، فإن لم يصبر كان من الذين يستخفهم الذين لا
يوقنـون، قال جَلَّ وعلا ) :فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ
وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ(، قد حذر
النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أصحابه من العجلة
قال: (ولكنكم قوم تستعجلون )
فحـذاري ... حـذاري مِـن استعجـال الثمــر، فمَن استعجل الشيء
قبل أوانه عوقب بحرمانه.والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات.
مقالات أخرى :
محاولات تحريف دور المرأة عبر المنظمات
إطلالة على إتفاقية سيداو فى عامها الثلاثين
مبادئ يوغياكارتا نصر هام لحقوق الشواذ!!!
هذا ما نريد ... إمرأة بألف !
لماذا الحديث عن بطالة النساء..؟!!
تحرير
المفاهيم في قضايا الجندر
ختان الإناث فى مؤتمرات الأمم المتحدة
للمرأة
اليوجينيا Eugenics
ملك الختان
الفقر والجوع القادم !!
سأكون كأبي
ضمضم
حركة العصر الجديد
دعوة "سدوم"..تعيدها الأمم المتحدة
النظام العالمى الجديد
وسياسات السيطرة على السكان
|