حملة
إنهاء العنف ضد المرأة إنجرار وراء مخططات الغرب الدنيئة
يمر السودان الجريح الممزق بشت ى أشكال المصاعب الإقتصادية
والإجتماعية والسياسية والتعليمية والصحية، وقد أدى ذلك إلى
تداعيات مختلفة ظهر تأثيرها على الناس في المجتمع منها الفقر
والجوع والعوز وغلاء الأسعاروالتعامل بالربا، وتعدد أنواع
الجريمة والفساد والفواحش والسفور والتبرج وتقليد حياة الغرب
الكافر، وإستهداف البلاد والعباد في قصف اليرموك والحروب في
كردفان ودارفور والنزوح وعدم الامن والأمان، وتدني المستوى
الفكري في المدارس والجامعات وهجرة العقول إلى الغرب، وإهمال
المرضى لدرجة الموت بدون حسيب أو رقيب والمعاناة اليومية من
الأمراض المتفشية، وكثير مما يعاني منه المسلمون وغير المسلمين
في بلد المليون ميل مربع (قبل انفصال الجنوب)، العيشة الضنكة
ولذلك أسباب كثيرة أهمها أن الحكومة لا ترعى شؤون الناس
بالإسلام كما وعدتهم بل إنبطحت لخدمة مصالح الولايات المتحدة
الأمريكية الإرهابية ومزقت البلاد وأفقرت العباد وأبعدتهم عن
دينهم.
وكأن ذلك كله غير كافٍ فخرجت علينا الحكومة في يوم 25 – 11 –
2012بإفتتاح حملة مشبوهة ستتم برعاية وزارة الرعاية والضمان
الإجتماعي وبرعاية نائب الرئيس الحاج آدم، وشركائهم في المخطط
الخياني - هيئة الأمم المتحدة للمرأة، خرجوا علينا بإتفاقية
مشؤومة جديدة لتزيد الطين بلة، إتفاقية إنهاء العنف ضد المرأة،
والتي ولدت من رحم إتفاقية سيداو القذرة التي تهدف لسلخ المرأة
المسلمة عن الأحكام الشرعية وإسقاطها في بئر العلمانية التي
أفسدت المرأة في الغرب الكافر وحولتها لمجرد كائن ممسوخ لا يعي
دوره في الحياة فإختلطت أدوار الرجل والمرأة في المجتمع ، جاءت
هذه الإتفاقية كحلقة جديدة في سلسلة طويلة لإخراج المرأة
المسلمة وغير المسلمة من خدرها وحيائها، وعملت على تقزيم
القضايا المهمة وتقليصها في شكل مشاكل فرعية ومبتدعة ومزيفة ،
حيث إختزلت مشاكل المجتمع في قضايا المرأة فقط، دون الإكتراث
لمشاكل المجتمع ككل، وذلك خدمة لمصالح الغرب الكافر في البلاد.
والعنف ضد المرأة يُعرف عند صاحبات العقول الشاذة والبعيدة عن
الفطرة السوية بأنه التحرش الجنسي ، الإتجار للإستغلال الجنسي
، العنف الجسدي والجنسي، العنف العاطفي والنفسي، العنف المنزلي،
والختان والزواج المبكر وإغتصاب الزوج لزوجته! وصراخ الأب في
وجه إبنته عنف نفسي ويعطي الحق للإبنة أن تهرب من منزل أبيها،
وأخذ إذن الخروج للزوجة من زوجها عنفا معنويا، كلها أشكال من
العنف ضد المرأة كما يزعمون! وهم شاذات الفكر والفطرة لأن
أفكارهم تخالف الواقع وتستمد الحلول لهذه الأوضاع الصعبة من
أراء البشر وعقولهم القاصرة.
الجدير بالذكر أن العاملات والعاملين في قضايا المرأة يدللون
على كلامهم بإحصائيات عامة ومبهمة لا نعرف لها مصدراً معتبراً،
فيقولون إن واحدة من كل خمس نساء تتعرض للإغتصاب فهل هذا في
شمال السودان أو جنوبه أو في مصر أو تونس أو في أمركيا أو
بريطانيا ؟! حيث ان هذه الحملات عالمية؟ فأين؟! أو يصولون
ويجولون حول أن سبعون بالمئة من النساء في العالم يتعرضن للعنف!
فعن أي إمرأة يتحدثون؟ أولا يتعرض الرجل لشتى أنواع العنف أيضا؟!
فالقصف في سوريا قد حصد خمسين ألف شهيد بين إمرأة وطفل ورجل
فهل لا نأخذ بالإعتبار أعداد الرجال الذين إستشهدوا ونمسك فقط
في أعداد الشهيدات النساء لنقول إنها قضية عنف ضد المرأة؟!
فكيف يريدون منا تصديق هذه الأرقام المضخمة عنوة للفت إنتباه
الناس وإبتزاز مشاعرهم لينضموا إلى المنظمات النسوية التي
ترعاها هيئة الأمم المتحدة للمرأة؟ فإن كانت هناك مشاكل فالسبب
الرئيسي أن الناس، إمرأة أو رجل، قد إبتعدوا عن الحياة
الإسلامية والعيش الكريم وأن الأحوال الإقتصادية السيئة قد
أثرت عليهم وجعلتهم يركضون وراء لقمة العيش فيعملون في هذه
المنظمات السخية التي تدفع رواتب خيالية ثمناً لخيانة الأمة
الإسلامية!
فالإتفاقية باطلة بدون حتى أن نطلع على بنودها لأن أساسها باطل
وما بني على باطل فهو باطل! فكل إتفاقية مع الأمم المتحدة التي
أنشئت أساسا للسيطرة على بلاد المسلمين وبعد هدم الخلافة
الإسلامية في العام 1924م ، هذه المؤسسة الحاقدة التي فهمت
جيدا أن المرأة هي عماد المجتمع الإسلامي فقررت أن تهدمها عبر
الإستعمار الفكري بالترويج لحياة الغرب الكافر المتفسخة
بشعارات رنانة كالحرية والإستقلالية والتمكين والإنعتاق من
سيطرة الرجل، وقررت ان تهدمها عبر القوانين العلمانية ويقوم
بذلك الأنظمة العميلة لتمريرهذه المؤامرات وتقبض ثمنها
المليارات من الدولارات!
فمثلا، بينما تعتبر هذه الهيئة أن الزواج المبكر عنفا ضد
المرأة، تعتبر المنظمات أن ممارسة الطفلة للعلاقة بين الانثى
والذكر حق من حقوقها أي أن إرتكاب الفواحش والزنا حرية ومساواة
بين المرأة والرجل!
وتقوم هذه الهيئة عبر المنظمات بغسيل دماغ للنسوة والفتيات
مستغلين جهلهم بالإسلام، ليقوموا بتشكيكهم في دينهم بأنه سبب
إضطهاد المرأة وأنه سبب ممارسات العنف ضدهم وإنه زرع نظرة
ذكورية ودونية في المجتمع تجاه المرأة، وهذا الكلام الخطير ما
هو إلا تشويه للإسلام الذي كفل للمرأة حقوقها منذ أكثر من ألف
وأربعمائة عام ولم تنل المرأة أي حقوق في أي حضارة أخرى كالتي
نالتها المرأة المسلمة في ظل الدولة الإسلامية، فالهدف من هذه
المخططات النيل من الإسلام وأحكام الإسلام وليس حبا أو دفاعا
عن المرأة كما يدعون.
وتطالب الهيئة توفير فرص عمل للمرأة في قطاع الشرطة والنيابة
والقضاء والتشريع ومناصب اتخاذ القرار تمكينا لها من أن تعمل
هؤلاء النسوة على الحد من العنف، والعمل على تغيير القوانين
كما يريدون ومتى يشاؤون بحسب أهوائهم ومنفعتهم، ومثل ذلك
المطالبات بتعديل قانون الأحوال الشخصية الذي مصدره الشريعة
الإسلامية.
وبالنهاية نقول ان هذه الإتفاقية وإن حاولوا إلباسها ثوب
إسلامي فكان شعار الحملة الحديث الشريف " إستوصوا بالنساء خيرا"
فالأكيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يوص بذلك وفقا
لقوانين الكفار بل المفترض علاج المشاكل التي تحدث في المجتمع
ورعاية شؤون المرأة بالأحكام الشرعية وضمان حقوقها وأدائها
لواجباتها التي نص عليها الشرع ، والحال نفسه بالنسبة إلى
الرجل، ولكن هذه الإتفاقية ترسيخ لتبعية المسلمين في السودان
للغرب الكافر وفرضهم السيطرة بإستعارة قوانين وضعيه من النظام
الرأسمالي الكافر :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ( لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْراً
بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ
ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ اليَهُودَ
والنَّصَارَى ؟ قَالَ : فَمَنْ ؟ ) رواه البخاري ومسلم.
فإنهاء العنف ضد البشرية يكون بإنهاء الوجود الغربي في بلاد
المسلمين وبتحكيم شرع الله عز وجل، وليس المسلمون بحاجة لتقليد
أحدٍ من الأمم في معالجة شؤونهم بل ان نظام الإسلام وأنظمة
المجتمع والدولة الإسلامية التي تطبق الأحكام الشرعية في
قوانين الدولة، هو نظام حياة متكامل لكل البشر، فقد أكمل الله
تعالى دينه ، وأتمَّ نعمته، ورضي لنا الإسلام ديناً ، قال الله
تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً )
المائدة/3
فإن كانت النساء تعاني من مشاكل في المجتمعات الغربية من جراء
تطبيق الرأسمالية التي ضيعت حقوق الإنسان من إمرأة أو رجل،
فنحن لسنا بحاجة لقوانينهم ولا منظماتهم المشبوهة التي لا تريد
بالمسلمين خيرا وهذا المفهوم من صميم عقيدتنا الإسلامية :
قال الله تعالى : ( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ
وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ
الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ).
فالمشكلة الحقيقية والمصيرية التي تواجه الإنسانية اليوم هو
سيطرة الكفار على المسلمين بأنظمة حكم مهترئة تُمكن المنظمات
والهيئات والصناديق الدولية من تطبيق قوانين وضعية فاشلة وذلك
يجب تغييره إلى المبدأ الإسلامي بإقامة الخلافة الراشدة من
جديد ليسود الإسلام العالم مرة أخرى وليحفظ النساء والرجال
بقوانين من رب العالمين – اللطيف والخبير سبحانه بعباده، وليس
كل ما يرميه الغرب من مخلفات علينا نقبله بحجة إنه لا يخالف
الشريعة بل العظة بالمصادر ولا يجب الصمت على أعمال النظام
الذي باع الأرض والأعراض. فأحذروا من هذه المخططات وأوقفوها
وهو ليس التقدم والتطورالمنشود الذي تروج له الإعلاميات في
الصحف والفضائيات، فأنظروا أين يكون الاتجاه الصحيح والحقيقي
لتغيير الواقع الفاسد، فالمؤمن كيِسُ فطِن.
قال تعالى : {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ
النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى
اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ
الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ
وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120 والحمدلله رب العالمين.
د/ أم أبوبكر عضو حزب التحرير – ولاية السودان
مقالات أخرى:
من
وراء حملة مكافحة العنف ضد المرأة ؟؟
هيئة
الأمم المتحدة للمرأة
حملة إنهاء
العنف ضد المرأة إنجرار وراء مخططات الغرب الدنيئة
أي
قانون يحفظ للمرأة حقها غير نظام الإسلام؟!
الجندر: كفر أم فسوق أم فجور «1»
جامعة الخرطوم أنموذجاً
|