الإيدز .. الأسباب .. النتائج
عبد الفتاح جابر محمد
 في إطار الحملة القومية لمكافحة الإيدز التي شهدتها البلاد في الأيام الماضية متمثلة في وزارة الصحة الاتحادية بدق ناقوس الخطر والتحدي الماثل أمام كافة المجتمع . وبحضور السيد رئيس الجمهورية ومن خلال كلمته الصريحة ودعوته للعفة لكي نقضي على الإيدز أفراد ومؤسسات ومنظمات ودولة لابد من تضافر الجهود على الإيدز لا بد من معرفة الأسباب والنتائج من بعد .
يشكل الإيدز مشكلة أساسية بالبلاد وذلك نسبة لازدياد حدة انتشار الوباء بصورة واضحة مما أدى إلى تفاقم الوضع في السودان ، ومما ساعد على ذلك الانتشار الوضع الجغرافي حيث نجد أن السودان يجاور تسع دول في مناطق وسط وجنوب أفريقيا . وأضف لذلك حرب الجنوب والكوارث الطبيعية والظروف الاقتصادية والعمل والدراسة بالخارج أي الهجرة . لقد بدأت زيادة المرض مضطرده مقارنة بظهوره في عام 1986م بالسودان حيث تشير التقارير الآن إلى أن 97% من الإصابات يتم عن طريق الاتصال الجنسي وأن الحالات المبلغ عنها رسمياً حتى عام 2002م بلغت حوالي سبعة ألف حالة ايدز والحالات المقدرة لحاملي الفيروس حوالي ستة ألف حالة حتى عام 2002م ومن خلال المعلومات والمسوحات الميدانية التي أجريت نجد أن معظم حالات الإصابة تقع في الأعمار من ( 15 - 45 سنة ) عُمر الإنتاج والتكاثر .
ط من الأسباب التي أدت لظهور هذا الوباء الفتاك والمرض اللعين الإباحية الجنسية أو ما يمكن أن نسميه بالثورة الجنسية وحتى لا ندفن رؤوسنا في الرمال لابد أن نتناول قضايا الإيدز بموضوعية خاصة أنه أمر يتعلق بالجنس والقضايا الجنسية تعبر من المسائل الفطرية - ولذلك عندما قامت الثورة الجنسية وجدت من يستجيب لها والجنس اليوم لم يظل محصور في النطاق النظري " التجريدي " أو في حدود التصور التقليدي " الكلاسيكي " بل صارت ثورة جنسية ما ذكرت لك عزيزي القارئ تجاوزت كل الحدود والقيود .
ط كتب جيمس رستون في النيويورك تاميز مؤخراً وذلك قبل سنوات مقالاً جاء فيه ( أن خطر الطاقة الجنسية قد يكون في نهاية الأمر أكبر من خطر الطاقة الذرية ) فهذه المحاذير قد نطق بها صاحب الوحي سيد الأولين والآخرين في حديث الشريف قبل أربعة عشر ألف قرن حيث قال ( وما تشيع الفاحشة في قوم قط إلاَّ عمهم الله بالبلاء ) هذه الثورة الجنسية المسعورة والتي بدأت منذ سنوات كانت نتاج أوضاع وقيم وأفكار وأخلاق جاهلية ولم تكن هذه الثورة وليدة الصدفة ، بل هي ثمرة لشجرة نمت وتغذت من واقع الجاهلية المتحضرة مادياً والمتأخرة
روحياً . ظهر هذا الوباء البلاء منذ أن أنكر الإنسان وجود الله بالتالي وجود القيم وضوابط الأخلاق فظل يعيش حيواناً عندما استجاب لغريزته ونزواته التي عاش لها ومن أجلها وبذلك فقد إنسانيته وأصبح أكبر همة في الشهوات والملذات وظلت الدنيا مبلغ علمه { أولئك كالأنعام بل هم أضل سبيلا } فهذا أصدق وصف وصفهم به القرآن الكريم .
ط إن غياب العقيدة وقيمها وشرائعها عن دنيا البشرية وهيمته التشريعات والقوانين المنبثقة من النظريات المادية من - جمعية العادات الضارة وسيداو - ومن هم في فلكها يعملون ويضللون ، هذه كلها هي العامل الأساسي في انحراف الفطرة وضياع
البشرية . والآن بدأت هناك صيحات تستنكر الانحراف الجنسي الخطير الذي أدى للإيدز وغيره من الوبائيات التي أصابت العالم ووقعت فيه المجتمعات قاطبة هذه مردة للإباحية المطلقة والمثلية المطلقة .
ط إذن ماذا جنى العالم باستفحال الإباحية الجنسية ! يكفي أنه زاد عدد المصابين بالإيدز حتى بلغ أربعين مليون نسمة في العالم وقضى على الأخلاق وفكك المجتمعات ودمر الشباب وعطل البنيات التنموية - وهم البشر - وعليه فالإيدز جاء نتيجة لما حدت من الثورة الجنسية التي جاوزت حدود الفطرة وقوانينها فكانت النهاية حتمية لمقدماتها . ومن هنا يظهر الفرق واضحاً بأن الإسلام نظر للإنسان نظرة شاملة ينظر إليه روح وجسد وعقل وينظم حياته ويعالجها علىأساس هذه النظرة الكلية الشمولية

 

¼¸،‌ظG

 


إصدارة جديدة

 ختان الإناث الشرعي  رؤية طبية  

المؤلف:د ست البنات خالد

 

عرض الكتاب»

 

جميع الحقوق  محفوظة الإ للنشر الدعوي مع الإشارة للمصدر  موقع منظمة أم عطية 2004  اتصل بنا  info@umatia.org

 السودان - الخرطوم