تأصيل ختان الاناث دراسة لغوية
اعداد : أ.د بابكر البدوي دشين -كلية اللغة العربية
جاء
في لسان العرب مادة خفض (و الخافضة الخاتنة وخفض الجارية يخفضها
خفضا وهو الختان للغلام واخفضت هي وقيل خفض الصبي خفضا ختنه
فاستعمل في الجل و الاعراف ان الخفض للمراة و الختان للصبي فيقال
للجارية خفضت و للغلام ختن , وقد يقال للخاتن خافض وليس بالكثير
وقال النبي لام عطية اذا خفضت فأشمي اي اذا ختنت الجارية اي لا
تسحتي و الخفض ختان الجارية ....)
خلاصة هذا النص ان الخفض خاص بالنساء و استعمال الخفض للرجال ورد
ولكن ليس بالكثير .. كما ظهر في النص اطلاق الختان علي قطع
النواة من الجارية. وينشا هنا السؤال اذا كان اطلاق الخفض علي
ختان الرجل ورد و لكنه ليس بالكثير فهل في النص السابق منع اطلاق
الختان علي المراة ؟ الجواب في النص التالي من لسان العرب (ايضا
مادة ختن) ختن الغلام و الجارية يختنهما وختنا و الاسم الختان و
الختانة وهو مختون و قيل الختن للرجال و الخفض للنساء والختين
الختون للذكر و الانثي في ذلك سواء و الختانة صناعة الخاتن و
الختن فعل الخاتن الغلام و الختان ذلك الامر كله و علاجه و
الختان موضع الختن من الذكر و موضع القطع من نواة الجارية قال
ابو منصور هو موضع القطع من الذكر و الانثي ومنه الحديث المروي
اذا التقى الختانان فقد وجب الغسل وهما موضع القطع من ذكر الغلام
و فرج الجارية.
ويقال لقطعهما الاعذار و الخفض و معني التقائهما غيوب الحشفة في
فرج المراة حتي يصير ختانه بحذاء ختانها و ذلك ان مدخل الذكر من
المراة سافل عن خاتنها لان ختانها مستعل و ليس معناه ان يمس
ختانه ختانها هكذا قال الشافعي في كتابه واصل الختن القطع الا
بالرجوع الي هذا النص نلاحظ ما يلي :-
اولا:-
بدات مادة ختن بتقرير ان الختن للغلام و الجارية ثم حكي الراي
الذي يفرق بينهما بقوله و قيل الختن للرجال و الخفض للنساء (كلمة
قيل عند اهل العلم هي تمريض الراي الذي حكيت به )
ثانيا :-
نلاحظ استخدام كلمة ختان في بقية النص للغلام و الجارية و فيه
استخدام ختان المفرد للغلام و الجارية : (حتي يصير ختانه بحذاء
ختانها) (سافل عن ختانها) (لان ختانها )و (ليس معناه ان يماس
ختانه ختانها ) ثم حكي قول الامام الشافعي بقوله : و الختن القطع
بل نجد صاحب اللسان يستخدم الختان لهما في مادة اخري تتعلق : وهي
الاعذار حيث يقول في مادة عذر: و عذر الغلام الجارية يعذرهما
عذرا واعذرهما ختنهما ..
وعلي هذا ظهر لنا ان كلمة الختانان في حديث السيدة عائشة ليست من
باب التغليب لان لها مفردا هو ختان .
و اذا كان الامر كذلك فان كلمة الختانان) في الحديث الصحيح تنطبق
عليهما قاعدة التغليب التي تكون لشيئين لان يشتركان في الاسم
المثني مثل القمرين للقمر و الشمس فهما لايشتركان في القمرين
لهذا غلبنا و ثنيناه علي سبيل التغليب فصار ملحقا بالمثني وليس
مثني حقيقيا .
اما (الختانان) فمثني حقيقي و ليس ملحقا لان له مفرد في اللغة من
لفظه سواء اكان هذا الراي الراجح ام علي الراي المرجوح .
فالختانان حين نفردهما نجدهما في اللغة هكذا ختان الغلام و ختان
الجارية مثل تثنية (وجه) في قولك لفاطمة و لعلي وجهان فهذا مثني
حقيقى لان لكلمة (وجهان) مفردا هو وجه وهو لكل منهما فلا يكون
هذا من باب التغليب . واذا ظهر هذا فان الحديث الصحيح : (اذا
التقي الختانان) فيه حجة بالغة علي ان الغلام يختن و الجارية
تختن و يسمي موضع القطع في كليهما (ختان) حقيقة لغوية اثبتتها
معاجم اللغة الصحيحة ,فلو كان الختانان من باب التغليب لما قيل
ختانه و ختانها بل يقال ختانه و مخفضها كما هو الحال في التغليب
لانك لا تقول في العمرين هما عمر و عمر و تعني بالاول سيدنا
ابابكر , لهذا انطبق عليه معني التغليب اما كلمة الختانان فهي في
الحديث الصحيح فاغنانا اهل الشان عن التخبط في الحكم عليهما
(بانهما علي سبيل التغليب) و ذلك بذكر مفرد لها يطلق لي الغلام و
الجارية بقولهم في تفسير الحديث الصحيح عن كلمة (الختانان) (حتي
يصير ختانه بحذاء ختانها)..فعلينا ان نسلم بان( الختانان ) مثني
حقيقي وليس تغليبا وحينئذ لا يجوز لنا ان نفسر الحديث علي هوانا
و لا ان نفهم التغليب كما نريد لا كما يفهم اهلنا .
فمن احتج بهذا الحديث كان الدليل علي ختان الاناث عندنا حجته
بالغة ..اهل الشان الذين شرحوا هذا الحديث لم يذكروا ان كلمة
(الختانان) في الحديث مثني غير حقيقي و انه من باب التغليب , لم
يقولوا هذا ولم يقله غيرهم من اصحاب المعاجم ولوكان من باب
التغليب , لنصوا عليه نصا صريحا كما هي عادتهم في الكلمات التي
فيها تغليب مع ملاحظة ان بعضهم يري ان التغليب سماعي اي فهى
كلمات مسموعة لا يقاس عليها مثل القمرين و الابوين للاب و الام
لانها جاءت في القران الكريم (الابوين) الخ فلا يجوز لنا ان نقول
: يحمل الفارس سيفين ونعني انه يحمل سيفا ورمحا مثلا ونقول هذا
من باب التغليب.
ان المعاجم اخبرتنا بان ختانان) تفرد هكذا قمر و شمس ولهذا كان
من عد (الختانان) في الحديث من باب التغليب كالقمرين ذا جهل واضح
بحقيقة التغليب .وبعد فان الذي اوجب علينا هذا التوضيح انه خطا
فسر به حديث نبوي صحيح وبني عليه حكم شرعي و اريد به هدم حجة
بالغة قوية لاثبات حكم شرعي واضح الثبوت , هذا هو الذي اوجب
علينا ذلك شاكرين للمتصدين من علمائنا كبارا و صغارا و للمتصديات
من عولمنا لاثبات هذا الحكم الشرعي و توضيح هذه المكرمة , ولولا
ما ذكرت لما التفتنا الي جهل الجهال و ما اكثرهم..
,,,,و بالله التوفيق,,,
|