الرد علي الشبهات التي اثارتها و
رقة عمل حول حكم الشرع في خفاض الاناث
اعداد
د./ نايلة مبارك كركساوي
جاء في الورقة:
1 / لم تجد الباحثة نصا صريحا في كتاب الله يتعلق بخفاض الاناث.
الرد:
أ / قال ابن حجر عن ابن عباس في قوله تعالي ( واذا ابتلي ابراهيم
ربه بكلمات فاتمهن) قال ابتلاه الله بالطهارة خمس في الراس وخمس
في الجسد ثم قال و التي في الجسد تقليم الاظافر و حلق العانة و
الختان الي اخر قوله(17).
ب / قال ابن القيم : الختان من محاسن الشرع التي شرعها الله
تعالي لعباده و هي علم للدخول في ملة ابراهيم . وهذا موافق
لتاويل من تاويل قوله تعالي ( صبغة الله و من احسن من الله صبغة
و نحن له عابدون) سورة البقرة-الاية 138. و المقصود ان صبغة الله
هي الحنفية التي صبغت القلوب بمعرفة الله تعالي ومحبته و الاخلاص
له وعبادته وحده لا شريك له وصبغت الابدان بخصال الفطرة من
الختان و قص الشارب و تقليم الاظافر و الاستحداد ونتف الابط , ثم
قال وخصال الفطرة من الكلمات التي ابتلي الله تعالي بهن ابراهيم
عليه السلام فلما اتمهن جعله للناس اماما (18)
2 / جاء في الورقة في تفسير قوله تعالي (نساؤكم حرث لكم فأتوا
حرثكم أني شئتم و قدموا لانفسكم) (19) قالت الباحثة : أن الفقهاء
اوضحوا ان الاية الكريمة و معها حديث الرسول صلي الله عليه و سلم
" لا يقع احدكم علي امراته كما يقع البعير ....الحديث"
قالت: الاية و الحديث يبينان اهمية المداعبة قبل الشروع في
الجماع وضرورة وجود اعضاء الفرج و البظر.
الرد:
هذا التفسير لهذه الاية الكريمة لم نقف عليه , في ان معني الاية
الكريمة ضرورة وجود اعضاء الفرج و البظر , اي ان الاية الكريمة
تشير الي ضرورة عدم الختان.
3 / جاء في الورقة : لقد وقفت الباحثةعند العديد من الاحاديث
المنقولة حول خفاض الاناث ولقد تبين ان جميعها في حكم الفقهاء
ضعيفة و غير مثبتة و لايمكن الاستشهاد بها او استنباط حكم شرعي
منها.
الرد :
جاء في الورقة نفسها حيث قالت : ورد في الصحيحين عن ابي هريرة
رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول
:"الفطرة خمس , الختان و الاستحداد و نتف الابط و تقليم الاظافر
وقص الشارب" لكن الباحثة تجاهلت هذا الحديث تماما بل اسقطته
نهائيا فلم تتناوله في مناقشتها و لم تشر اليه في خاتمة قولها بل
خلصت الي الادعاء بضعف جميع الاحاديث الواردة.
ب / اما الشق الاخر من قولها في كون تلك الاحاديث لايمكن استنباط
حكم شرعي منها يحمل معنيين :
الاول: ان كان المعني باستنباط الحكم هم الائمة الاعلام فقد
استنبطوا احكامهم و قالوا قولهم الفاصل الذي اوردته الاوراق
الاخري.
ثانيا: ان كان المعني هو الباحثة (د . امنة) فهي ليست بمجتهد لا
تملك شروط الاجتهاد و ليس من حقها استنباط حكم.
4 / حول حديث المصطفي صلي الله عليه وسلم للخاتنة :"اشمي و لا
تنهكي...الحديث) جاء في الورقة : وقد فسر هذا الحديث العلماء
برواياته المختلفة , و علي فرض صحته فان ما ورد فيه كان توجيها
كريما من الرسول صلي الله عليه و سلم الي الخاتنة بان ترفق
بالاطفال الاناث وعدم ايزائهن باستئصال بظورهن ( وانما يتم ازالة
الجزء البارز علي ان يترك البظر علي حاله).
الرد:
أ / حديث ام عطية ضعيف و لكن له شواهد تقويه وترفع من درجته
(انظر الي الاوراق الاخري).
ب / الوصف الذي اوردته الباحثة هو الوصف الصحيح للختان الشرعي
الذي نطالب به و ندعوا له حيث قالت ( و انما يتم ازالة الجزء
البارز علي ان يترك البظر علي حاله)
5 / استرسلت الباحثة : و مباشرة بعد قولها المذكور اعلاه و دون
فصل قائلة :( و يري المفسرون ان الرسول صلي الله عليه و سلم لم
يامر اطلاقا بختان الاناث و انما امر بعدم ايذائهن.
الرد
أ / القول السابق يخالف القول الحالي تماما و يناهضه مع كونهما
جملتين متتاليتين.
ب / تكرر في الورقة قولها (قد فسر الفقهاء ) و ( يري الفقهاء )
دون الاشارة الي من هؤلاء الفقهاء ومن هؤلاء المفسرين علما بان
الورقة لبحث قدم لنيل درجة علمية .
6 / ثم اوردت الباحثة في ورقتها الاتي :
ان الرسول صلي الله عليه وسلم قد وجد ممارسة ختان النساء عند
الجاهلية الاولي و بطريقة بربرية وكان من الصعب بمكان مصادرة ذلك
العرف الذي كان سائدا و متاصلا في نفوسهم .
الرد:
اين الختان من عبادة الاوثان التي ازالها الدين الحنيف تماما رغم
جزورها الضاربة في ضمير الامة انذاك.
7 / و جاء في الورقة ايضا : هذا الحديث (اي حديث ام عطية) يعوزه
الفهم الصحيح لان المراد من قوله صلي الله عليه و سلم (فانه احظي
للزوج) النهي عن الانهاك وليس الخفاض بعينه.
الرد:
جاء في بلغة السالك لاقرب المسالك(20) (ان المندوب هو الخفض كعدم
الانهاك) اي ان الخفض مندوب و عدم الانهاك مندوب . و هذا الذي من
بلغة السالك مثال فقط لقول العلماء في توضيح ان معني الحديث
الخفض و من معني الحديث عدم الانهاك . لكن الباحثة بقولها (يعوزه
الفهم الصحيح) تصف العلماء المجمع عليهم من قبل الامة بالقصور في
فهم ما استطاعت الباحثة ان تتوصل اليه و تدركه بفهمها.
8 / جاء في الورقة : كما اوضحوا (اي العلماء) ان الخفض ليس مكرمة
للمراة بل اهانة لها.
الرد:
جاء كالمعتاد في نفس الورقة وهو كالاتي :( بعد استقراء الباحثة
المستفيض لاراء علماء الدين في حكم الخفاض للانثي اتضح ان هنالك
اختلاف في وجهة نظر ائمة المذاهب الاربعة حيث يري فقهاء الشافعية
ان الختان واجب ديني علي الذكور و الاناث . اما الحنفية و
المالكية فانهم يرون ان الختان سنة مؤكدة في الذكور و مندوب لدي
الاناث , و اما الحنابلة فانهم يرون ان الختان واجب علي الذكور و
مكرمة للاناث ) ومن هذا يتضح ان ما اوردته الباحثة بجلاء هو قول
العلماء في حكم الختان من واجب الي سنة الي مكرمة , هذا ما قاله
العلماء اما الذي قال ان الخفاض ( ليس مكرمة للمراة بل يعتبر
اهانة) هي الباحثة.
9 / جاء في الورقة ان الخفاض بكل انماطه عمل شيطاني:
الرد:
الخفاض غير الشرعي عمل شيطاني و محاربة الخفاض الشرعي عمل
شيطاني.
و جاء في الورقة : ان الامر لا يعدو ان يكون مجرد عادة تركها
الاسلام ليتم ابطالها عن طريق تقدم مسار العلم الطبي , ثم اردفت
الورقة : خلاصةجميع هذه الدراسات ان الختان ليس واجبا دينيا و لا
سنة مؤكدة , بل ترك الامر لما تفرضه المصلحة اي يتوقف علي راي
الاطباء.
الرد:
1 / امر الختان امر ديني لم يتركه الائمة الاربعة ولا من يعتد
بقوله ليعطله غيرهم .
2 / اراء و اقوال العلماء من السلف الصالح تثبت بوضوح ان الختان
عبادة لا عادة و هنا نورد قول ابن القيم :" ان العلماء لم
يختلفوا في استحباب الختان ولكن اختلفوا في وجوبه.
3 / اراء الاطباء الحالية كلها تتناول مساوئ الختان الفرعوني
(غير الشرعي) ولا دخل لختان السنة (الشرعي) فيه.
4 / الختان الشرعي له ايجابياته الطبية كما في ختان الاولاد
(انظر الورقة الطبية)
11 / جاء في الورقة : ان الرسول صلي الله عليه و سلم لم يمنع
الخفاض نهايئا ربما لوجود بعض الحالات النادرة التي يكون فيها
بظر الانثي علي نحو شاذ يستوجب اجراء عملية جراحية.
الرد:
1 / انظر التراجع المستمر و الاضطراب المتواصل بل و التضارب
الواضح في اقوال الباحثة.
2 / يكفي ان نردد قولها ( ان الرسول صلي الله عليه و سلم لم يمنع
الخفاض نهايئا) شاهدا دينيا عليها و علي قولها لا لها.
3 / عللت الباحثة قولها ( ان الرسول صلي الله عليه و سلم لم يمنع
الخفاض نهايئا) بوجود بعض الحالات النادرة (الشاذة) و المعروف في
الاحكام الشرعية انها لا تقوم علي الشاذ و لكن علي الغالب الاعم
.
12 / جاء في الورقة : (عند حديثها عن العفة) : يعتقد البعض انها
لاتاتي (هي العفة)(16) الا بازالة بعض الاعضاء التناسلية
الخارجية للانثي.
الرد:
نحن نقول اذا نظرنا الي التحلل و النساء و الانحراف و الشذوذ
الجنسي السائد و المنتشر في الغرب الان , يتضح ان مسالة العفة
تعود اول ما تعود عليه الي دور الاسرة التربوي السليم و تمسك
الاسرة بمبادئ الاخلاقيات الدينية و تطبيق سنة المصطفي صلي الله
عليه و سلم في الواقع الحياتي المعاش بما في ذلك تطبيق سنة
الختان.
الخاتمة:
الحملة الحالية لمحاربة كل انواع الختان تدور حول عدة محاور
من اهمها :
1/ ادراج العبادة تحت مسمي العادة ثم وصفهما معا بالعادة
(الضارة) , فتندرج سنة المصطفي صلي الله عليه و سلم و قول الائمة
الاعلام تحت مسمي العادات الضارة التي يجب محاربتها بشتي الوسائل
بما في ذلك القانون الوضعي.
2 / الدعوة الي سن قانون يجرم فاعل السنة و اهمال الكثير من
العادات المخالفة للسنة بدون مساس.
3 / كسر الحاجز النفسي عند الحديث عن العورة المغلظة , فتصبح
بالقول مكشوفة , ليسهل الحديث عنها مهما كانت حساسيته واي مان
منبره.
4 / ان محاسن الختان الشرعي كثيرة و من ضمن تلك المحاسن المهمة
في عالم اليوم الزي تموج فيه الفتن كموج البحر ما قاله ابن القيم
: ان الاقلف من الرجال و النساء لا يشبع من الجماع. فالمحاربة
اذن تهدف للتقليل من تلك المحاسن بل و ازالته.
5 / اصل المسالة ان نحقق وجود الحكم , وقد تات احكام من الله لا
تعلل , و القضية تحقيق مناط و ليس تخريج مناط.
المراجع:
1 / فتح الباري شرح صحيح البخاري10/340 كتاب اللباس.
2 / اسباب محاربة الخفاض في السودان , د . عبد السلام جريس.و
د.امنة الصادق بدرى , و الاستاذة ايمان محمد الخرطوم 1989م.
3 / منظمة الصحة العالمية 1979م .
4 / ختانالسنة بين الطب و الاسلام , د. امال محمد بشير ص 25 ,
1997م.
5 /
6 /
7 / صحيح مسلم شرح النووي, 3/146 , باب خصال الفطرة.
8/ فتح الباب 10 /349 كتاب اللباس.
9 /تحفة المودود باحكام المولود , ابن القيم الجوزية ص 109.
10 / تحفة المودود - مرجع سابق
11 / مجموع فتاوى ابن تيمية / المجلد 21
12 / منظمة الصحة العالمية , العادات التي توثر علي صحة الاطفال
و النساء 1989م .
13 / رواه ابو داؤود 4/368 كتاب الادب رقم الحديث 5271 و الحديث
ضعيف.
14 / فتح الباري -مرجع سابق
15 / فتح الباري مرجع سابق.
16 / صحيح الادب الامام البخاري.
17 / فتح الباري - مرجع سابق .
18 / تحفة المودود - مرجع سابق .
19 / سورة البقرة , اية 223.
20 / بلغة السالك لاقرب المسالك.
|