ختان
الاناث الورقة الاجتماعية
اعداد
د. هاجر علي محمد بخيت
ختان الاناث بين السنة و الموروث الثقافى :
فلقد اصبح موضوع الساعة الان في السودان هو ختان الاناث
ولابد لنا من تحديد لاهم هذه المفاهيم قبل تناول الموضوع
1/ مفهوم الختان الشرعي :
وسيرد تناول هذا المفهم بالتفصيل في الورقة الطبية ولكن تشير
صاحبة هذه الورقة الي ان الختان هو الختان الذي يتم وفقا لما ورد
في السنة .
وتعرف السنة كمفهوم علي انها كل ما ورد عن الرسول صلي الله عليه
وسلم من قول او فعل او تقرير فيما لم يرد فيه نص قراني ,
وبالتالي فالختان الشرعي هو الختان الذي استمد شرعيته من عدد من
الاحاديث النبوية وقد ورد ذلك في الورقة الفقهية.
2| مفهوم الموروث الثقافي :
لتحديد مفهوم الموروث الثقافي لابد من تحديد مفهوم القيم و
العادات و التقاليد , لان الموروث الثقافي هو الكل الذي يشمل
معاني جميع هذه المفاهيم .
آ . مفهوم القيم : تعرف القيم بانها (( قواعد ضمنية مطلقة
يستخدمها الافراد في جماعة ما للحكم علي او تقييم الاشياء ويتم
اكتساب هذه القواعد باعتبارها اجزاء من الاطار الثقافى الذي يحيط
بعملية التنشية الاجتماعية للفرد في اي مجتمع او جماعة يعيش
ويتفاعل وينمو خلالها فالقيم تكاد تكون مشتركة بين افراد
الجماعةالواحده , وبين افراد المجتمع المحلى , وهناك بعض القيم
المشتركة علي مستوى المجتمع الاكبر ))
ب . مفهوم العادات : ويعرف بانه ( تلك الاستجابات المكتسبة و
التي تتكرر تلقائيا او عفويا بافعال الفرد في مواقف محددة ) (2)
ت .مفهوم التقاليد : ويعرف بانه ( نمط سلوكي يقبله المجتمع
ويتمسك به دون دوافع او اهداف معينة ) (3)
ث . مفهوم الثقافة : فهي كمفهوم (( تتالف من انماط مستقرة او
ظاهرة للسلوك المكتسب المنقول بطرق الرموز فضلا عن الانجازات
المميزة للجماعات الانسانية و تتدخل في تكوينها كل المبتكرات
الفكرية و العقلية التي صاغها الانسان من وحي الالهامات غير
المرئية , وجوهر القيم و الافكار المعاصرة وهي افرازات او نتاج
التفاعل العضوي القائم بين الفرد و المجتمع و البيئة ولها علاقة
وطيدة فيما يتعلق بالزمان و المكان المحددين )) (4)
كما تعرف الثقافة ايضا بانها (( الكل المعقد الذي يضم في كيانه
المعرفة , العقيدة ,الفن , الاخلاق , القانون , العادات و
التقاليد , واي قدرات يكتسبها الانسان بصفته عضوا في المجتمع ))
(5) اذا من كل ما سبق ذكره نستخلص ان الموروث الثقافي لاي مجتمع
من المجتمعات هو حصيلة العادات و التقاليد و القيم المتعارف
عليها و المرغوب فيها و التي تشكل ثقافة المجتمع وعرفه و دينه و
قانونه والتي تتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل.
ختان الاناث : نظرية تاريخية :-
اذا حاولنا معرفة اصل منشا الختان الفرعوني سنجد انه ليس هناك
تاريخا محددا له ولكن ورد في بعض الكتب التاريخية ان اصله يرجع
الي فرعون مصر والذي تنبا له العرافون بانه سيولد ولد في بني
اسرائيل سيدك عرشه و يرثه , وانتابه خوف شديد من ذلك ولذلك اقترح
عليه معاونوه اجراء عملية الخفاض علي كل نساء اسرائيل حتي لا
تستطيع اي امراة ان تلد عن طريق قابلة تساعدها علي ذلك , و
بالتالي يتمكن من معرفة جنس المولود , فان كان ذكرا اعدمه و ان
كانت انثى تركها , و الدليل علي ذلك ان هنالك عدد من الموميات
المصرية قد وجدت مخفوضات و لكن هنالك بعض الدراسات التي ترفض مجئ
هذه العادة من مصر الي السودان و تري ان اصلها في بلاد النوبة و
شمال السودان و انتقلت الي مصر عن طريق افريقيا السوداء .
ويقال ان هذه العادة كانت موجودة فى اثيوبيا حيث المراة الحبشية
كانت تتمييز بتضخم اعضاؤها التناسلية الخارجية مما استدعي
معالجتها باجراء بتر لهذه الاعضاء .
وفي العصور الوسطي يقال انه كان يمارس الخفاض الميكانيكي عند
الرومان حيث توضع حلقة علي غلفة الجنود لمنعهم من ممارسة الجنس
تفاديا لانهاك قواهم , وكذا حزام العفة بالنسبة للنساء تفاديا
لحدوث الحمل غير الشرعي .
وكان حزام العفة اولا من الحديد ثم تطور ليصبح من الجلد , وقد
انتقلت فكرة حزام العفة من ايطاليا الي فرنسا وقد ثبت ان الخفاض
الفرعوني كان يمارس في اوروبا و امريكا و روسيا لمعالجة
الاضطرابات العاطفية و العصبية و الذهنية في بريطانيا , وكذا كان
يمارس في الولايات المتحدة الامريكية كعلاج لمن تمارس العادة
السرية من النساء .
ويقال ايضا ان هذه العادة وجدت لمنع الخيانة الزوجية عند سفر
رجال القبائل لفترات طويلة .
وذكر ان هذه العادة جاءت من فرسان القرون الوسطي والذين كانوا
يودون المحافظة علي جواريهم حتي لا يمارسن الجنس مع غيرهم حيث
كان لكل فارس منهم حوالى الف جارية وزوجة .
نظرة المجتمع :-
تعتبر الاسرة هي نواة المجتمع والتى تتكون من الاب و الام و
الابناء , ولكنها عادة لا تنفصل عن الاسرة الممتدة , فالجد
والجدة و الاعمام و العمات و الاخوال و الخالات كلمتهم تها
احترامها و تقديرها , فالاسرة السودانية الصغيرة لا يمكنها ان
تنفصل عن السياق العام للمجتمع الذي توجد فيه فالراي العام
للمجتمع و نظرته و تقييمه للامور اثرا كبيرا علي التقاليد
الراسخة للاسرة السودانية و العرف في السودان اقوي من القانون و
لا زالت التقاليد و القيم السودانية هي التي تتحكم ولو بطريق غير
مباشر في مجرىالكثير من الاحداث داخل الاسرة وعبارة (( الناس
يقولوا عننا شنوا ؟ )) او نظرة المجتمع لينا حتكون كيف )) هي
احدي العبارات الشائعة و التي تحدد ما يجب وما لا يجب . هذا هو
موروثنا الثقافي السوداني مهما تلقينا من العلم و المعرفة .
بالنسبة لموضوع الختان الفرعوني او غيره فالمتحكم في وجوده
العادة اي الموروث الثقافي المتتفق عليه من غالبية سكان المجتمع
لذلك فالموروث الثقافي يستمد وجوده وقوته من الدين الغالب في
المجتمع لذلك فالموروث الثقافي السوداني يستند علي قاعة دينيه
قوية مستمدة من الدين الاسلامي , حيث ان غالبية افراد المجتمع من
المسلمين لذلك وجد هذا الموروث سندا وترغيبا دينيا له ولولا ذلك
لرفضه الناس وانصرفوا عنه وقد عرف السودانيون بغيرتهم علي المراة
و السمعة و الشرف , ويعتبر شرف المراة هو شرف القبيلة كلها لذلك
فقد وجدوا ضالتهم في الخفاض الفرعوني بانواعه , وبداءوا في
التمسك به لاعتقاجهم الراسخ بانه يحفظ الشرف , كما يعتقد
الكثيرين ان ان الدين الاسلامي حث علي هذا النوع من الختان
وبالتالي اصبح الخفاض الفرعوني بانواعه هو العادة السائدة وسط
النساء . ويعتقد الكثيرون خاصة في المناطق الريفية انهم بذلك
يؤدون واجبا دينيا وفرضا من الفروض واصبحت كل قبيلة تتفنن في
كيفية تنفيذه بدرجة لا تسمح للفتاة باي محاولة للخروج عن قيم
المجتمع و موروثه الثقافي الا بالطريق الشرعي .ولكن للخفاض
الفرعوني مضار كثيرة (( كما سنذكر في الورقة الطبية )) ولكن رغم
ذلك فالموقف العام للمجتمع السوداني لا زال مع الخفاض الفرعوني
بانواعه و تسمياته المختلفة , رغم الوعي الصحي و الديني الذي اثر
في بعض الاسر ولكن لم يشمل هذا الوعي جميع الاسر فانصرفت تسمية
السنة . ولازال هناك الكثيرون من الرجال الذين يتزوجون فتيات غير
مختونات ثم يطالبوا باجراء الختان لهن مما يدل علي حجم تاثير
الموروث الثقافي وقد اثبت ذلك نتائج المسح الاجتماعي الذي قامت
به منظمة الصحة العالمية لعام 1990-1998 م فقد اتضح ان عادة
ممارسة الخفاض الفرعوني لازالت تمارس في السودان تحت تسميات
مختلفه نجد ان ممارستها في السنوات العمرية من 15-19 تمثل نسبة
73.9% بينما ترتفع هذه النسبة الي 90.9 % في السن العمرية من
45-49 عام وهذا يتضح ان التوعية اسهمت لحد كبير في نسبة الممارسة
. و الغريب في الامر ان نسبة الممارسة في الريف تتقارب مع نسبتها
في الحضر ففي الريف نسبة 82.5 % بينما في الحضر 82.1 % هذا مؤشر
الي ان الموروث الثقافي في هذا الامر واحد في الريف و الحضر وهذا
يدعو للتساؤل عن لماذا الاصرار علي الخفاض الفرعوني ؟ وعدم
الاصرار علي الخفاض الشرعي الذي ليس له مضار سابقة علي الزواج او
لاحقة .
خطورة تقنين الموروث الثقافي الي قوانيين :
من الصعب بل من الخطورة امكان محاولة تغير الموروث الثقافي
بالقانون لان هذا القانون سيواجه حتما بمقاومة صامتة و سيترتب
علي ذلك ان العادة التى كانت تمارس علنا ستمارس سرا ولا يمكن
مواجهة الآثار المترتبة عليها و هنا مكمن الخطورة . فهذه العادات
لكي يمكن التخلص منها تحتاج تقريبا لنفس الفترة الزمنية التي أدت
الي ترسيخها في نفوس و قلوب و عقول الناس لكي يمكن التخلص منها
بالتدريج وليس بالشدة , بالتوعية وليس بسن القوانيين . فمحاولة
التخلص من العادات و التقاليد و القيم سيؤدي الي احكام المناعة
حولها و تقويتها و سيؤدي الي المزيد من التمسك بها . فالقانون
يجب ان يكون مستمدا من ثقافة المجتمع ومن الفهم الصحيح للموروث
الثقافي فيحرم ما هو ضار و يثبت ما هو نافع فكل ما يصلح في
المجتمع الغربي ليس بالضرورة ان يكون صالحا لمجتمعنا السوداني
الاسلامي .و ليس كل مرغوب في الغرب مرغوب في السودان فلكل ثقافته
. وبما أن الخفاض الفرعوني يعتبر عادة في السودان و ان كانت عادة
نتفق جميعا علي المخاطر الناجمة عنها و لكن للتخلص منها لابد من
استبدالها بعادة أخري لها سندا دينيا هو الختان الشرعي وهي عادة
حسنة لا يرفضها الناس وانما يمكن أن يرغبوا فيها اذا تم شرحها
لهم طبيا و تم توضيح الجانب الفقهي و الديني فيها و هو لا تترتب
عليه أي من المخاطر علي الخفاض الفرعوني .
كيفية احداث التغيير في الموروث الثقافي :-
أولا أشير الي أن هنالك فرق كبير بين مفهوم التغير و التغيير
. فالتغير صفة اصيلة ملازمة لحياة كل كائن و هي صفة كامنة تتصل
بطبيعة الاشياء فكل ما في هذا الكون خاضع لقواعد التغير و
قوانينه فهو يختلف من مجتمع لآخر ومن فترة زمنية لاخري و لكنه
دائما يحدث ببطء و معدلاته غير متناسقة مع بعضها البعض مما قد
يؤدي الي ظهور بعض المشاكل .
هناك تغيرات تحدث علي مستوي البيئة , وأخري تحدث نتيجة لتحول في
القيم و الاتجاهات و هناك تغيرات تفرضها جماعة من الجماعات (7)
اذا التغير يعني كل تحول يحدث في النظم الاجتماعي و التنظيمات
سواء من حيث البناء او الوظيفة التي تقوم بها النظم وبما ان
المجتمع يتكون من عناصر متعددة متساندة و متداخلة فان اي تغيير
يحدث في عنصر يؤدي حتما الي تغيرات في بقية العناصر و قد يحدث
التغير نتيجة للمحاولات التي يبذلها المجتمع للتوافق مع اوضاع
قائمة حيث يحدث صراع بين القديم و الجديد و بالتالي يحاول
المجتمع احداث توازن و استقرار و هنا يتجه سلوك الافراد و
الجماعات نحو هدف محدد و قد يؤدي التفاعل الي حدوث صراع حول
تحقيق الهدف ثم يتم التوصل فيما بعد الي نوع من الاتفاق الجمعي
الذي قد يعني قبول الجماعة او اتفاقها حول معايير و اهداف تصبح
بمثابة عرف مجتمعي مستقر (8) اما التغيير المخطط : فيشير الي ان
هناك هدفا او مجموعة من الاهداف التي تتبناها جماعة معينة او
تنظيم رسمي و يبذل جهودا مخططة لتحقيقها و هذا يتطلب ان يسير
التغير في مسارات معينة لتحقيق الهدف وان يسخر هذا الشخص جميع
الامكانات المادية و البشرية و الوسائل و الادوات اللازمة لضمان
حدوث التغيير في المدي الزمني المحدد له وبالسرعة اللازمة .
ففكرة التغيير المخطط تتضمن ثلاث محاور اساسية هي :
1) الهدف المراد الوصول لتحقيقه .
2) أخصائي اجتماعي او فقيه او طبيب او اي شخص يملك القوي اللازمة
لاحداث التغيير و يوظف و يوجه هذه القوي لاحداثه (9) مستفيد من
أحداث التغيير عن طريق تنفيذ خطط يصممها الخبراء و يراعي فيها
انه يجب ان يتعاون مع المتاثرين باحداث التغيير و ذلك عن طريق
التوعية و دعوتهم للمشاركة و تقوية و تدعيم قوتهم وابداء ارائهم
و المشاركة في صنع القرارات التي تهم حياتهم.
اذا لكي يحدث التغيير المخطط لانها الخفاض الفرعوني لابد من
استبداله بالختان الشرعي وقد ذكر ذلك ابن تيميه عندما تكلم عن
الموروث الثقافي سألوه عن الختان و لما أجاب عن شرعيته ذكر عدة
أحاديث و ذكر حديث أم عطية : قال ينبغي أن يراعي ان عدم الختان
قد يكون مدخل للمشاتمة فقد يقال يا ابن الغلفاء لذلك لابد من
مراعاة مسالة العرف الجاري في المسائل الاجتماعية ولا يتم ذلك
الا عن طريق توعية المواطنين بمضار الختان الفرعونى وايجابيات
الختان الشرعي ويتم ذلك وفقا لخطط مصممة تصميما صحيح بحيث تؤدي
الي اقناع المواطنيين بهدف تغيير حتي يحدث نوع من الاتفاق علي
مستوي القيم في المجتمع ونتجنب حدوث الصراع ما امكن ذلك وذلك لان
اسلوب التدخل لاحداث التغيير المخطط يتوقف علي مدي توفر الاتفاق
و القبول حول التغيير المستهدف فاما ان يكون هناك :
1) قبول واتفاق رئيسي حول الوصول الي الهدف بحيث تكون الاهتمامات
مشتركة بين السكان ونابعة من القيم المشتركة و الشائعة و
المقبولة منها او يكون هناك .
2) اختلاف بين السكان ولكن هذا الاختلاف يتضمن امكانية الوصول
الي اتفاق و قبول بعد تغيير المواقف المختلف عليها بين الفئات
المتعارضة او تعديل بعضها وهنا تتحول المواقف الي الاتفاق عن
طريق المناقشة و الحوار و التدخل في الحالات الطارئة كما هو حادث
الان بين الرافضين للخفاض او الختان بانواعه المختلفة وبين
المؤيدين للخفاض الفرعوني بانواعة و بين المؤيدين للختان الشرعي
وهنا لابد من بذل الجهود لتعديل موقف المعارضين للختان الشرعي عن
طريق التوعية و الارشاد و المناقشة و الحوار و اعادة طرح القضايا
من جديد و تقديم الادلة و البراهين المؤيدة و تعديل وجهات النظر
المختلفة للوصول الي نقاط الالتقاء المشترك لكي نقنعهم بان هدف
التغيير ليس بعيدا عن اهتماماتهم و قيمهم . ويتم ذلك عن طريق
تعديل مواقف الخلاف للوصول الي اتفاق . أما الموقف الثالث و
الاخير فهو موقف الشقاق و النزاع و الصراع و الرفض وفي هذا
الموقف لا يوجد اي امل في حدوث اتفاق لانه ليس هناك اتفاق حول
الهدف و هناك رفض و معارضة لاحداث التغيير وقد يكون احتمال ضعيف
ولن تتغير المواقف الا عن طريق الضغط علي بعض القوي لتغير
اتجاهاتها باستخدام استراتيجيات معينة .
استراتيجيات التغيير:
يقصد بالاستراتيجية هنا الصيغ و الوسائل و اساليب التدخل التي
تستخدم لتحقيق التغيير الاجتماعى عن طريق مصدر لاحداث التغير
ويري العالمان ان هناك ثلاثة انواع من الاستراتيجيات هي :
1. استراتيجيات التغيير العقلانى الامبريقي : وهي تستند الي ان
الانسان مخلوق عاقل و منطقي في سلوكه و تصرفاته و انه يستطيع
توجيه نفسه بالمنطق لتحقيق الاهداف التي تنال القبول منه .
2. استراتيجية التغير المعيارية التعليمية : و تستند الي ان اساس
قبول التغيير يقوم علي افتراض ان سلوك الفرد و افعاله موجه من
خلال انساق القيم و الاتجاهات التي يعتقد الفرد بصحتها و يؤمن
بها و يكرس حياته لها , لذلك فان تغيير نمط سلوكه يمكن ان يحدث
عند اندماجه في انسياق قيمه . اي بتغيير الانساق المعيارية
القديمه الي انساق جديدة بديلة وهنا يتحول التزام الفرد نحو
البديل الجديد.
3. استراتيجية استخدام القوة المؤثرة سواء كانت هذه القوة مستمدة
من السلطة او القانون .....الخ
وهنا يحدث التغيير باستخدام القوة القهرية . وهنا نجد ان انسب
استراتيجية تستخدم لاستبدال الخفاض الفرعوني بالختان الشرعي هي
استخدام استراتيجية التغيير المعيارية التعليمية و عموما يمكن ان
تنتهي عادة الخفاض الفرعوني و استبدالها بالختان الشرعي عن طريق
حدوث التغير الاجتماعي الذي هو حتما سيحدث باذن الله ولكن
للاسراع باحداث التغيير و ضمان نتائجه نحو تحقيق الهدف و هو
استبدال الخفاض الفرعوني بالختان الشرعي تجد الباحثة انه لابد من
الاعتماد علي اسلوب التغيير المخطط و الموجه باستخدام استراتيجية
التغيير المعيارية عن طريق توعية المواطنيين و تكريس كل الوسائل
و الادوات و الامكانيات اللازمة لانها الخفاض الفرعوني واستبداله
بالختان الشرعي .
توجيهات لاحداث التغيير من الخفاض الفرعوني الي الختان الشرعي :
1. ضرورة التوعية بالاثار الضارة الصحية و الاجتماعية و الدينية
للخفاض الفرعونى وضرورة استبداله بالختان الشرعي الذي ليس له اي
اضرار .
2. ضرورة تضمين كيفية اجراء الختان الشرعي في مناهج كليات الطب و
مدارس القابلات و كليات التمريض .
3. الانتشار في المجتمع عن طريق اتيام و يضم كل فريق طبيب أخصائي
اجتماعي نفسي / فقيه/ .....الخ . بحيث يقوم كل منهم بالتوعية و
الارشاد اللازم في حدود تخصصه وان لا تنحصر هذه الاتيام في
العاصمة و المدن الكبيرة فقط وانما تنتشر في الارياف في مختلف
انحاء السودان .
4. تجنب اصدار اي قوانيين رادعة فيما يخص هذا الموروث الثقافي
لان نتائجه ستكون وخيمة وقد ثبت في الكثير من التجارب في هذا
المجال ان اصدار اي قانون او عقوبات يواجه دائما بمقاومة صامتة و
لكنها قوية و يتبعها دائما اصرار علي المزيد من التمسك بالموروث
الثقافي .
5. ان يحدث التغيير المنشود ليس عن طريق النظريات و التجارب
المستوردة وانما من صميم عقيدتنا و ديننا و حتما فان هذا التغيير
سيواجه بالرضا التام و الاقتناع به .
|