خدمات الصحة الإنجابية
والجنسية وما ورائها
د. ست
البنات خالد محمد على -اختصاصي نساء و
توليد جامعة الخرطوم- السودان
الحمد لله رب العالمين و الصلاة
و السلام على سيدنا محمد و على اله و صحبه أجمعين
..
قال الله تعالى((ولن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع
ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى و لئن اتبعت أهوائهم بعد الذي
جاءك من العلم ما لك من الله من ولى و لا نصير)) (البقرة120)
((ويمكرون ويمكر الله و الله خير الماكرين)) (آل عمران 54)
ما هي الصحة الإنجابية ؟
تعريف برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان و التنمية :(( بأنها
حالة رفاه كامل بدنيا و عقليا واجتماعيا في جميع الأمور المتعلقة
بالجهاز التناسلى ووظائفه وعملياته. وليس مجرد السلامة من المرض
والإعاقة.))
من يقوم بتقديم هذه الخدمات ؟
تقوم منظمة هيئة الأمم المتحدة ( مجلس أمن الولايات الأمريكية
المتحدة )بالتنظيم و التخطيط والدراسات و إدارة البحوث لبرامج
الصحة الإنجابية و الجنسية لجميع الأمم المشاركة فيها و العالم
بأسرة و خصوصا الدول النامية و الفقيرة بما فيها العالم
الإسلامي… ثم يتم تنفيذ هذه البرامج من خلال منظمات هيئة الأمم
المتحدة المختلفة .
متى بدأ التخطيط لأعمال الصحة الإنجابية ؟؟؟؟
قام داهية الولايات المتحدة الأمريكية هنري كيسنجر 1974عندما كان
مستشاراً لشئون الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق
ريتشارد نيكسون,بإصدار وثيقة تحت تصنيف :
(NSSM -2000) بعنوان (تأثيرات التزايد السكاني في العالم على أمن
الولايات المتحدة ومصالحها الحيوية فيما وراء البحار). وطالبت
هذه الوثيقة بفرض سياسات تنظيم الأسرة على ثلاث عشرة من دول
العالم الثالث، من بينها 11 دولة إسلامية، والعمل على محاولة
تغيير أنماط الأسر التقليدية التي توجد في هذه الدول والتي تقوم
على أساس المساواة التامة بين الرجل و المراة وتقسيم العمل بين
الزوج - الأب والزوجة - الأم داخل مؤسسة الأسرة في هذه
المجتمعات.
منظمة الأمم المتحدة للسكان و التنمية هي رأس الرمح و المسؤول
الأول لتنظيم هذه البرامج بمساعدة باقي المنظمات المختلفة(
اليونيسف-الصحة العالمية -و البنك الدولي ) بالاشتراك مع بعض
الجمعيات الحكومية و الجمعيات الطوعية غير الحكومية NGOS (جمعيات
المجتمع المدنى ).وهى أيضا المسؤول الأول عن تنظيم المؤتمرات
العالمية للمرأة ببكين و القاهرة و غيرها و تقوم بتنفيذ برامج
هذه المؤتمرات (سيداو) بطريق مباشر أو غير مباشر في داخل
المجتمعات الإسلامية. وهنالك متابعات دقيقة لكافة النشاطات
المبذولة بواسطة مبعوثين للأمم . يتم خلال المسح تجميع حقائق و
معلومات ترجع نتائجها إليهم و قد فضلوا اخيرا أن تقوم هذه البحوث
و الدراسات بواسطة كوادر البلاد أنفسهم مع دعمهم المادي حتى
يحصلوا على افضل النتائج (تجسس غير مباشر على المجتمعات التابعة
للأمم المتحدة).
مكونات الصحة الإنجابية :-
1- رعاية الشباب اليافعين و المراهقين .*
2- رعاية الأمهات في الحمل و الولادة وما بعد الولادة .*
3- خدمات تنظيم الأسرة المختلفة. *
4-محاربة كل أنواع ختان الإناث .
5-تقنين الاجهاض و جعله حق صحي من حقوق المرأة. *
6-مكافحة الأمراض الجنسية و أمراض القناة التناسلية و الإيدز.*
7-مكافحة سرطان الجهاز التناسلي(عنق الرحم) و سرطان الثدي.
8-علاج العقم.
9-تقديم خدمات لكبار السن. *
10-استغلال المساعدات المقدمة في حالات الكوارث الطبيعية و
الحروب و التهجير.*
أجنده أخرى ضمن هذه الخدمات :
1-مكافحة الناسور الناتج عن الولادة.*
2-تنمية و تمكين وتعليم المرأة حتى تشارك في بناء المجتمع
المعافى.*
3- ترسيخ مفهوم الجندر. *
4-صحة الجندر Gender health((جديد)).
في كل هذه البنود *يوجد نشر مكثف لكافة أنواع موانع الحمل و
تحديد النسل الطوعي أو القسري لتحقيق أهداف مجلس الأمن الأمريكي
لحد نسل شعوب العالم ضمن برامج فرض الهيمنة الأمريكية على العالم
وخصوصا العالم الإسلامي .ولكن السلاح المستخدم هنا سلاح ذو حدين
حيث لعب دوره في حد نسل الشعب الأمريكي نفسه حيث فقدت أمريكا ما
يقارب 93 مليون طفل يفترض أن تكون أعمارهم الآن ما بين 15-25 سنه
بواسطة الاجهاض فقط.
ما وراء خدمات الصحة الإنجابية
والجنسية:-
على الرغم من طيب نوايا و بريق صورة هذه الخدمات و
تصور حسن نوايا مقدميها من خلال النظرة قريبة المدى ..فان لها
أهداف استراتيجية بعيدة المدى (كالسم في العسل) محطمة لهذه
المجتمعات المنقادة لها. حيث انها تهدف و في النهاية إلي تحديد
نسل هذه الشعوب وهدمها بتقليل قوة و قيمة الأسرة الطبيعية
المترابطة و أضعافها ودمارها. وهى تشبه لي قمة الجبل الجليدي
الظاهرة من أعلى على سطح الجليد و الذي يغمر تحته باقي الجبل
الذي يغلى بما فيه من أخطار و مفاسد و انحلال و خروج من تعاليم
ديننا الحنيف .. ما لا يعلم مداه إلا الله سبحانه و تعالى. وحتى
لو وجهت هذه الخدمات إلى مجتمعات غير إسلامية و كشفت عن حقيقة
أهدافها لما وجدت قبولا لكل أجندتها . تروج اغلب هذه الخدمات في
دول العلم الثالث و هي الدول النامية و الفقيرة بما فيها العالم
الإسلامي و هذا هو بيت القصيد !!!!! حيث تنعم هذه البلاد بمعدل
نمو سكاني هائل برحمة الله سبحانه و تعالى تمثل خطرا حقيقيا
للعالم الغربي و الذي يعانى ما يعانى من حالة الموت السكاني . و
الذي اصبح عبارة عن طبقة شيوخ عاجزة فاقدة الرعاية الأسرية و
طبقة شباب طائش و مائع منحل غارق في أوحال الرذيلة و الخمور و
المخدرات و الأمراض الجنسية و الإيدز. و عدد قليل من المواليد و
الأطفال غير الشرعيين الذي يفقد الأسرة الطبيعية السعيدة و
المترابطة التي يحتاجها لضمان تنشئته الصالحة .
في نفس الوقت الذي نجد فيه أن الغرب الآن يبذل كل جهده في تكثيف
عدد المواليد و رعاية الام الحامل و تقديم كافة المساعدات
العينية و المادية و منع تحديد النسل حتى تزيد كثقافتهم السكانية
ولو كانت هذه الام عز باء أو الام مراهقة أو كان تلقيحا صناعيا
أو استنساخا للبشر في المستقبل القريب . على الرغم من عدم وجود
الجو الأسرى المناسب لتنشئة هؤلاء الصغار.
ماذا نجد بعد رفع الرقابة الأسرية عن المراهقين و الشباب و
تمكينهم من استعمال كافة أنواع وسائل منع الحمل ؟؟
حتى يستمتعوا بالجنس الآمن (safe sex) :نحصد الإباحية و الانحلال
و الفساد و الأمراض الجنسية و الإيدز و الموت حتى من مضاعفات
الاجهاض الذي يفترض آن يباح لهم .
كما ان هنالك تخويف للأمهات و تهويل مقصود من مضاعفات الحمل و
الولادة و تهويل شديد لمخاطر الموت من تكرار الحمل و الولادة و
تشجيع النساء على استعمال موانع الحمل لكي تمنع الموت عن
نفسها!!!وتحدد عدد أطفالها و تتمتع بالأمومة الآمنة (safe
motherhood) حتى تتمكن من العمل خارج منزلها لتنمية نفسها و
المجتمع .
و ماذا بعد أن تمكن المرأة خارج بيتها؟
نعم كلنا نعرف أن للمرأة قدرات فائقة في تحمل المسؤولية و
التعليم العالي في كل مستوياته !!! ولكن من الذي سيقوم بمسؤولية
الحمل و الولادة و إدارة شؤون البيت ؟ما هي أولويات المرأة في
الحياة؟؟ لنا أن نمكنها و نساعدها في القيام بمهامها الأساسية
التي خلقت من اجلها حتى إذا فرغت منها لا مانع بعدها أن تقوم
بكافة المهام المتاحة لها حسب الضوابط الشرعية و ليس حسب حريتها
الشخصية وحقوقها الإنسانية و حقوقها الجنسية التي تقرها لها ألهه
أخرى والعياذ بالله . وأين نحن من حسن تبعل المرأة لزوجها والذي
يعدل أغلب عبادات الرجل؟ وان تكون هي الودود الولود!!
و أين نحن من احتساب اجر الأفراط؟ و شهادة التي تموت متأثرة
بوليدها في الولادة او ما بعد الولادة !! وهذا لا يعنى أننا نسعى
لموت الأمهات !! كلا و لكن إذا حصل فلنحتسب و نسترجع و ليس
تقصيرا من و لكن بتقدير من الله سبحانه وتعالى.
بالنسبة للناسور البولي:
ثم ماذا بعد بناء هذه المراكز و رعاية و تأهيل هؤلاء النسوة
المنبوذات و جلب الكوادر الخارجية لتدريب الكوادر المحلية وإجراء
العمليات الجراحية ؟؟ يتم التبشير النصراني بكافة قواه و ردة
أغلب هؤلاء المريضات وأسرهم كما هو حاصل في اكبر مستشفيات
الناسور في أديس أبابا في أثيوبيا.
بعد أن وضحت لنا سنية ختان الإناث وميزنا بين النوعين المميزين
من أنواع الختان :
ختان غير شرعي : إجرامي و حرام شرعا و لا يوجد عاقل يعمل على
تأييده أو الدفاع عنه.
و ختان شرعي أوصت به السنه النبوية الشريفة و ثبت لنا فيه أنه لا
يمكن إصدار اى قانون يجرمه أو يحرمه طالما ليس لديه اى من
المضاعفات و المشاكل التي تحدث مع الختان غير الشرعى بل أن له
فوائد صحية و دينيه و جنسيه علمها من علمها و جهلها من جهلها.و
هنا يجئ دور من تنازل عن سنية ختان الإناث ليتنازل أيضا عن سنية
ختان الذكور و التي أصبحت الدعوة لها صريحة و علانية حتى في اقرب
البلاد الإسلامية .وبدأت بإلغاء اى فوائد صحية لختان الذكور بعد
أن اقتنع كل العالم بفائدته و مارسوه بشكل روتيني في كل العالم و
لكن بما انه شعيرة إسلامية فلابد لها أن تحارب و لقد قمنا بتعريف
الجزء المخصص للختان و وجدنا الحل الإسلامي لهذه المشكلة و يمكن
أن يسمى Safe circumcision )) على حد قولهم.
هنا نتساءل لماذا يرفض هذا الحل الإسلامي السهل لمشكلة الختان
الفرعوني التي تعذر حلها بالرغم من جهود 30 سنة؟؟؟؟؟ .. مازالت
نسبة الختان حسب إحصائياتهم عالية 89% - 93 % ؟؟!!هذا يدل على أن
الختان له الخلفية العقائدية في أذهان الناس.
هنا يدعون إلى إصدار قانون لتجريم و تحريم ما احل الله و هنالك
يدعون إلى إلغاء قانون ما حرم الله (الإجهاض غير القانوني) . و
هنا تم اقتراح تدريب الكوادر الطبية المختلفة على كيفية الختان
الشرعى حتى نحد من ممارسة غير الشرعى و قام العالم و قعد و جاءت
الشكاوى و الاتهامات من جميع أنحاء الدنيا!!!!!! و هنالك يدعون
إلى تدريب الكوادر الطبية جميعها على التعامل مع مضاعفات الإجهاض
الآمن كما يسمونه او Post abortion care .
و هنا ستأتي دور المطالبة بإلغاء القانون السائد في البلاد. على
الرغم من وجود كل المضاعفات المعروفة للإجهاض غير انه لا يجرى من
وراء الكواليس, ثم الترويج لوسائل منع الحمل لكل طبقات المجتمع
بدون فرز ( اذا كانت متزوجة او مطلقة او حتى مراهقة ما دام انه
حق من حقوقها الانجابية و الجنسية) كبديل مناسب يغنى عن عملية
الإجهاض و تكاليفها باهظة.
أما السعي لمكافحة سرطان عنق الرحم فأنه معروف لديهم انه يحدث
نتيجة لحياة الفساد و الانحلال الأخلاقي وممارسة الجنس مع اكثر
من فرد و الالتهابات التناسلية الجنسية بواسطة فيروس HPV .
اما بالنسبة لسرطان الثدي والذي له علاقة قوية بهرمون ألا
ستروجين المتواجد في حبوب منع الحمل و طول فترة استعمال الحبوب .
كما أوضحت الدراسات لديهم أن نسبته قد تضاعفت لدى النساء الآتي
تعرضن لإجراء الاجهاض القسري في أول حياتهن.
توجد لديهم طبقة اجتماعية من الشيوخ و الكهول الذين في اشد
الحوجه للرعاية الأسرية و الاجتماعية.كما يتم توزيع وسائل منع
الحمل آلي النساء في سن 40-50 سنه و توزيع الهرمونات المعوضة في
مرحلة سن اليأس HRT . والشروع في تشجيع إقامة دور العجزة وذلك
يمكن المرأة أيضا للتفرغ من مسؤوليات رعاية كبار السن بالإضافة
للتفرغ من مسؤولية الأطفال بتوسيع دور حضانة الصغار.
اهتمام خدمات الصحة الإنجابية بمكافحة العقم يدعو للريبة في
الوقت الذي يمنعون فية الولادات الطبيعية
و يشجعون التلقيح الصناعي بكل أنواعه و لعل ذلك قد يكون عونا
للأسر غير النمطية للحصول على أبناء
من خارج العلاقات الأسرية الطبيعية كما حدث في أول طفل من
الاستنساخ و الذي زرع في رحم إحدى
السحاقيات!!!!نسأل الله العافية.
ترسيخ مفهوم الجندر و عدم الاعتراف بالتعريف الحقيقي له و الذي
عرف بواسطة منظمة "الصحة
العالمية" فتعرفه بأنه: "المصطلح الذي يفيد استعماله وصف الخصائص
التي يحملها الرجل والمرأة
كصفات مركبة اجتماعية، لا علاقة لها بالاختلافات العضوية" بمعنى
أن كونك ذكراً أو أنثى عضوياً ليس
له علاقة باختيارك لأي نشاط جنسي قد تمارسه فالمرأة ليست امرأة
إلا لأن المجتمع أعطاها ذلك الدور،
ويمكن حسب هذا التعريف أن يكون الرجل امرأة.. وأن تكون المرأة
رجلا تتزوج امرأة من نفس جنسها
وبهذا تكون قد غيرت صفاتها الاجتماعية وهذا الأمر ينطبق على
الرجل أيضاً.مما يؤدى إلى خلق الآسر
غير النمطية و العلاقات الشاذة.
هذه هي الصحة الإنجابية : تيار غربي قوى مفروض من القوى اليهودية
الصليبية الطاغية على الدول الفقيرة و النامية خصوصا الدول
الإسلامية للحد من نسلها و تفكيك أسرتها و تحطيم كيانها !!وجر
العالم إلى اسفل مستنقعات الرذيلة و الانحلال والفساد بطريق
مباشر او غير مباشر ,من حيث يدرى ولا يدرى ... أسال الله العظيم
أن يجعل كيدهم في نحورهم و يخرجنا من الظالمين آمنين. آمن .
و الكلام لا ينتهي في هذا الموضوع ولكننا سنسعى إلى أسلمت هذه
الخدمات والنظر إليه من منظور إسلامي وأن نأخذ منها ما يناسبنا و
نتبرأ مما يتعارض مع شرعنا وديننا الحنيف . واسأل الله لي و لكم
العفو و العافية. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا اله إلا أنت
وحدك لا شريك لك و اشهد أن محمدا عبدك و رسولك و صلى اللهم على
سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم تسليما كثيرا .
الهوامش:-
(1) http://www.lifesite.net/interim/july98/2000nssm.html
(2)http://www.who.int/reproductive-health/index.htm
. (3)Panos Institute 1999,Young Lives at risk, briefings no.
35
مقال الأستاذ نزار محمد عثمان الجندرة مطية الشذوذ الجنسي(4)
www.meshkat.net
((5 safe motherhood www.who.int\reproductiveh-ealth.
(6) Mending The Torn Lives, www.unfpd.org
(7) http://www.charitynet.org/~HCCIF/bgrnd.html
(8) Initiatives in Reproductive Health Policy, Volume 1,
Number 1 January 1996.
ختان الاناث بين في الطب و الاسلام بين الافراط و التفريط د.
امال احمد البشير ماجستير طب المجتمع(9)
الورقة الفقهية د. فتحية حسن ميرغنى جامعة أم د رمان الإسلامية
تأصيل ختان الإناث (10)
(11)http://library.ftmaustralia.org/health/gender.html
|