|
نعم000 لتحرير المرأة
عبد الفتاح جابر محمد
الرجل و المرأة في الإسلام من أصل واحد وهي النفس التي قال تعالى
في شأنها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَ زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ
اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ
كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء : 1] .
ومسئوليتها الإنسانية الكاملة صانها الإسلام بل أكد على استقلال
شخصيتها .
ولكن كثيراً ما نشاهد أو نسمع أو نعايش على أرض الواقع من يندب
حظ المرأة في الإسلام أنه اضطهدها ! وأضاع حقها وصارت مظلومة
ومهضومة ! وتراهم ينظرون إلى حرية المرأة الأوروبية حيث نالت
كامل الحرية وتساوت مع الرجل وأكثر ، وقالوا : إنها
هناك مُكَرَّمة حيث شاركت الرجل في المصنع ، والمتجر ،
والاقتصاد والسياسة وفي مسيرة المجتمع ، أما هنا في الشرق أو عند
المسلمين فحالها مؤلمة بل أحياناً يوصف بالرجعية و التخلف .
ولكن يجب علينا أن نأخذ مثال لحرية المرأة التي يراد لها أن تكون
حتى تتضح المقارنة وتنكشف الرؤية ويزول الضباب وتنكشف الشبهات
التي وضعت وتتضح حقيقة الشهوات من وراء هذه الحرية المزعومة ،
فمثلا ً السويد الدولة المتحضرة المتقدمة وهي في مصاف الدول
الأوروبية الراقية نجدها قد تحررت تماماً من تجهيز وإعداد الولد
ليكون رجلاً ، ومن تجهيز وإعداد البنت لتكون امرأةً ، فالفلسفة
التربوية قائمة على عدم التمييز ، وحرية المرأة في السويد شملت
الحمل ، فالمرأة السويدية لا تريد أن تقف حريتها في المتعة
والانطلاق ولا تريد أن تقاسي من الحمل والولادة ، فهي تريد الطفل
جاهزاً ،
ولهذا فإن الفتاة السويدية التي تريد التخلص من الولادة لا تتعب
ولا تحتار ، بل فتاة أخرى تتقاضى أجراً لأنها قامت بهمة الحمل
بالنيابة عن الزوجة التي لا تريد التعرض لهذه
التجربة ، وهذا هو السبب في أن الأنساب في السويد أصبحت : (لبن ،
سمك ، تمرهندي) كما يقول المثل ، فهذه قمة الفوضى والضياع . فمن
السويد اختارت الأمم المتحدة قاضية اسمها (بريجيدا اولف هامر)
لكي تدرس مشكلة المرأة في المجتمعات الشرقية والإسلامية على وجه
الخصوص و تعرف مدى ما يصل المرأة من حقوقها المكفولة لها في
دساتير
وقوانين البلاد العربية والإسلامية ، فدرست (بريجيدا) حال المرأة
بعمق ، وبعد دراسة
ومقارنة متأنية قالت (بريجيدا) : إن المرأة عندكم أكثر حرية فهي
تمارس وضعاً ينتمي إلى القداسة لا إلى العبودية ، والعكس عندنا
تماماً في الغرب وعند دعاة تحرر المرأة حيث نجد أن المرأة قد
(داخت سبعين دوخة) وباختصار شديد الحرية التي يُدعى لها هي أن
تكون رجلاً .
إذن هذا ما شهد به الأعداء ، فالأولى والأصلح للمرأة أن تعود
لأصل دينها
وتتمسك بأمر ربها ، وأن تحدد ما هو مفهوم الحرية التي تطالب بها
، لأن التحرر دون قيد أمر خطير جداً على المستوى الفردي و
الاجتماعي . وهنا سؤال لدعاة تحرر المرأة : هل تحرر المرأة أن
تتحول إلى أداة متعة ومفاتن جسدها هو الوسيلة لبلوغ ذلك ؟ وهل
يعني أن تنفلت المرأة من حشمتها وأخلاقها وقيمها وأصولها وتراثها
ودينها ؟
إذا كانت هذه هي دعوة تحرر المرأة فبئس الدعوة والدعاة .
ولكن أقول لكم نعم لتحرير المرأة من أمثالكم وأمثال دعواتكم التي
استعبدت المرأة في جسدها ، نعم حرروا المرأة من هذا الظلم
واعتقوها من هذه العبودية حتى تذوق طعماً للحرية الحقيقية عندما
تصبح أكثر عبودية لربها وهذه هي الحرية التي نادى بها الإسلام
للمرأة .
|
|
 |
إصدارة
جديدة
ختان
الإناث الشرعي رؤية طبية
المؤلف:د ست البنات
خالد
عرض الكتاب» |
|
|