الطفل المسلم           
 

ملاحظات عامة على وثيقة: عالم جدير بالأطفال وضعتها اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل IICWC
تود اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل IICWC أن تعبِّر عن جزيل شكرها وامتنانها لأعضاء اللجنة التحضيرية للجلسة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة (UNGASS) لمتابعة قمة الطفل.
كما تقدر اللجنة IICWC وتثمن العناية الكبيرة بالأطفال، وتلبية احتياجاتهم، وضمان حقوقهم في الحياة الحرة الكريمة، وسلامتهم الجسمية والعقلية والنفسية، وحمايتهم من كل أوجه الأذى والعدوان والاستغلال والانحراف بكل صوره، وتشجع اللجنة IICWC أيضًا الدعوة إلى تنمية قدرات الأطفال ومحاولات إشراكهم في صنع القرارات الخاصة بهم، بما يتناسب مع أعمارهم وكفاءاتهم. كما تعتبر اللجنة IICWC أيضًا أن جهود تحسين حالة الأطفال وحماية حقوقهم أسرع طريق نحو التقدم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
وفيما يلي بعض الملاحظات العامة، والتي تعتقد اللجنة IICWC أن إضافتها ليست في صالح أطفال العالم فقط، بل أيضًا في صالح مجتمعاتهم ككل، ثم نتبع تلك الملاحظات العامة برؤية اللجنة IICWC التفصيلية، فيما يخص حذف ما يتعارض مع مصلحة الأطفال أو إضافة ما تعتقد أن في إضافته مصلحة لأطفال العالم:
أولاً- الملاحظات العامة:
1- لم تشر الوثيقة إلى الدين كعامل فعال من عوامل تنمية الطفل. فيما عدا البند ]62[، لم تؤكد الوثيقة على البعد الروحي للتربية بنفس المعدل الذي أكدت فيه على الأبعاد الأخرى النفسية والجسمانية والعقلية.
2 - دور الأسرة غير واضح في الوثيقة، بل يتم استبداله بهيئات أخرى. فمن 106 بنود، هناك 12 بندًا فقط بهم ذكر لكلمة الأسرة، بل في بعض الأحيان يتم التعبير عن الأسرة بمصطلح الأسرة المعيشية Household ، وأيضًا تقوم الوثيقة بالتأكيد على فكرة (تمكين Empowerment الطفل والبالغ)، ولكن ليس من داخل سياق الأسرة [بند 58ج و65]؛ مما يعطي انطباعًا سلبيًّا بأن الوثيقة تحاول إخراج الأطفال من سياق الأسرة بنفس الطريقة التي أخرجت بها وثيقة بكين المرأة من سياق الأسرة، وبهذا فإنه يتم تفتيت الأسر إلى أفراد غير منتمين بعضهم لبعض. بالإضافة إلى هذا، فإن الوثيقة لا تذكر تعريف الأسرة على أنها وحدة مكونة من رجل وامرأة مرتبطين بعلاقة زواج شرعي، ولكن استخدمت الوثيقة بدلاً من هذا التعريف تعريفًا آخر في [بند 13] هو "للأسرة عدة أنماط مختلفة".
وتؤكد اللجنة IICWC على أهمية الأسرة الطبيعية الناشئة من زواج صحيح بين رجل وامرأة، وتقديم كافة سبل الرعاية لها، والإشارة إلى ذلك على أنه من أهم ضمانات حقوق الأطفال وتلبية كافة احتياجاتهم.
3 - لم تقم الوثيقة بوضع التعريفات اللازمة للعديد من المصطلحات الهامة والأساسية، مثل: "السلام، وحقوق الإنسان، والأعراف، والتقاليد الثقافية، والتمييز، والممارسات التقليدية، والحريات الأساسية، والعنف، و التفاوتات، والأسر المعيشية"، ويرجى من الوثيقة أن تقوم بوضع تعريفات محكمة ومتفق عليها من أصحاب الثقافات المختلفة؛ إما في بداية الوثيقة، أو في ملحق مذيل بها.
4 - الجنين هو مرحلة أساسية من مراحل الطفولة، وكان لابد أن تستحوذ على اهتمام أكبر في الوثيقة. فعلى الرغم من أن رعاية ما قبل الميلاد ظهرت في موضعين [بند 60 وبند 61]، فإنه لم تذكر، ولا واحدة منهما، حقَّ الجنين في حياة آمنة، غير مهددة بالإجهاض الغير مندوب طبيًّا. إن شعار حفظ حياة الجنين غير موجود داخل الوثيقة.
5- لم يكن هنا توازن بين ذكر الحقوق والواجبات، فيما يخص الأطفال؛ ففي حين ركّزت الوثيقة على قضية حقوق الأطفال، لم تبرز بشكل كاف قضية المسئوليات؛ سواء تجاه أنفسهم، أو أسرهم، أو مجتمعاتهم.
6- تؤيد اللجنة IICWC المساواة بين البنين والبنات في كل ما من شأنه تقوية العدالة بينهما، مع الأخذ في الاعتبار الفروق البيولوجية والنفسية والأدوار الحياتية، وما ترتبه الشريعة الإسلامية على أوجه الاختلاف بينهما من حقوق وواجبات، وذلك عكس ما أكدت عليه الوثيقة؛ حيث أكدت على المساواة المطلقة بين البنات والبنين [36]، بينما تجاهلت الاختلافات البيولوجية والنفسية واختلاف أدوارهم الحياتية.
7- معظم التحديات التي ذكرتها الوثيقة عامة، وينقصها التفاصيل، مثل: تحدي "الصراعات المسلحة"؛ حيث كان ينبغي إضافة أمثلة، مثل: الحظر، والحصار الاقتصادي، واحتلال الدول للدول الأخرى.
8- تعمل الوثيقة على إيجاد رابط قوي بين قضية المرأة وقضية الطفل ]7- 22- 85- 96[، وبهذا يتم استبعاد عنصر الرجال (والذين يعانون من نفس الظروف) من التمتع بفرص الرفاهية التي تقدمها الوثيقة. وتقوم الوثيقة أيضًا بتفضيل الإناث البنات على الذكور [16- 65]، واللجنة IICWC لا تؤيد أي لفظ يعبر عن هذا التفضيل، مثل: "بخاصة البنات" [16، 65]؛ لأن هذا يعتبر تمييزًا في حد ذاته قد يحتاج فيما بعد إلى وثيقة أخرى؛ لإزالة جميع أشكال التمييز ضد الذكور.
9- تأخذ اللجنة IICWC على الوثيقة إدخالها لمرحلة المراهقة في مرحلة الطفولة، في حين أن كلا المرحلتين يتميز تمييزًا واضحًا عن الآخر، وكما هو معلوم من الناحية العلمية، أن هناك تمايزًا في الأدوار الاجتماعية والنفسية والجنسية (التركيب البيولوجي) بين مرحلتي الطفولة والمراهقة؛ لذا يلزم أن تتناول فترة المراهقة، وأن يفردوا لها مؤتمرًا خاصًّا لما لها من أهمية وخطورة.
10- تدعو اللجنة IICWC المهتمين بالأطفال ومشاكلهم، والساعين نحو تهيئة بيئة أفضل لأطفال العالم، أن يعتمدوا الحكمة: "إن الوقاية خير من العلاج"، وبدلاً من أن نعلم الأطفال: كيف يحمون أنفسهم من عدوى انتقال مرض الإيدز، نعلمهم "ثقافة العفة"، و"ضبط النفس"؛ حيث أثبتت كل دعوات "الجنس الآمن" إخفاقها؛ سواء من حيث تزايد نسبة حمل المراهقات، أو انتشار مرض الإيدز والأمراض المنقولة جنسيًّا.
11- تؤكد اللجنة IICWC على أهمية دقة وأمانة الترجمة من اللغة الأصلية (الإنجليزية) التي صيغت بها الوثيقة إلى اللغات الأخرى التي نقلت إليها، خاصة العربية منها. وقد لاحظنا نحن- مستخدمي الوثيقة العربية والنص الأصلي الإنجليزي- أن هناك عدم تطابق في الترجمة بين مدلولات بعض الألفاظ، مثل: لفظة Gender [5] التي ترجمت على أنها الجنس في حين أن النص الأصلي يعني بها "النوع"، ومصطلح Gender Equality [32، 69] الذي تُرجم إلى المساواة بين الجنسين، وهو يعني في النص الأصلي "المساواة في النوع".
ولفظة disparity التي تُرجمت إلى التفاوتات، وهى تعني في النص الإنجليزي "الفروق"، ولفظة Monitoring التي ترجمت إلى الرصد، وهى تعني في النص الإنجليزي أكثر من مجرد الرصد، فتعني "المراقبة"، وتعطي إيحاءً بالتدخل وإمكانية المحاسبة وإصدار إجراءات ضد المرصودين، وفي هذا اعتداء صارخ على الدول وسيادتها.
أولاً: رؤيتنا
1 - قبل أحد عشر عامًا، أخذ زعماء العالم على عاتقهم، في مؤتمر القمة العالمي من أجل الطفل، التزامًا مشتركًا، وأصدروا نداءً عالميًّا عاجلاً، طالبوا فيه بضمان مستقبل أفضل لكل طفل.
2 - وقد أُحرز الكثير من التقدم منذ ذلك الحين. وبفضل الالتزامات المقطوعة في مؤتمر القمة العالمي، بصيغتها المحددة في الإعلان العالمي لبقاء الطفل وحمايته ونمائه وخطة العمل لتنفيذ ذلك الإعلان في التسعينيات(1)، أُنقذت أرواح الملايين من الصغار، وأصبح عدد الأطفال الملتحقين بالمدارس أكبر من أي وقت مضى، وأبرمت معاهدات مهمة لحماية الأطفال من الاستغلال. وقد ساعدت هذه المكاسب على جعل العالم مكانًا أفضل لكثير من الأطفال. إلا أنه ثبت أن من الصعب ضمان مستقبل أكثر إشراقًا للجميع، ولم تكن جملة المكاسب على مستوى الواجبات الوطنية والالتزامات الدولية.
3 - وكل منا قادر على تغيير العالم من أجل الأطفال ومعهم. وأمامنا الآن فرصة تاريخية سانحة للوفاء بالتزاماتنا عن طريق تعبئة الجهود؛ للقيام بحركة عالمية من أجل الطفل، نهتدي فيها بأكثر صكوك حقوق الإنسان نيلاً للتصديق، ألا وهو اتفاقية حقوق الطفل(2).
4 - وبصفتنا دولاً أطرافًا في الاتفاقية ومُوقعةً عليها، ندرك أن التزامنا ونداءنا المشتَركَـين ينبغي أن يتجاوزا مجرد الكلمات، فيتحولا إلى إرادة سياسية على نطاق عالمي، يتوافر لها ما يضاهيها من الموارد والأعمال.
5 - إننا سنبني عالمًا يستمتع فيه جميع الأطفال بطفولتهم: عالما من اللعب والتعلم يكون فيه الأطفال موضع حب واعتزاز، وتكون فيه الأهمية القصوى لسلامتهم ورفاهتهم، ولا مجال فيه للمؤاخذة بسبب نوع الجنس، عالمًا يتسنى فيه للأطفال أن يشبوا في صحة وسلامة وكرامة.
6- ونحن نؤكد التزامنا بأن نقوم، في سعينا إلى تهيئة هذا العالم الملائم للأطفال، بصون حقوق جميع الأطفال عن طريق الإجراءات الوطنية والتعاون الدولي؛ مستخدمين أقصى قدر من الموارد المتاحة، ومُولين أعلى الأولويات لإعمال حقوق أكثر الأطفال حرمانًا في مجتمعاتنا.
7- ونحن نؤكد من جديد الصلة التي لا تنفصم بين حقوق الإنسان التي للطفل وحقوق الإنسان التي للمرأة، [إضافة: وللرجل في الأسرة ككل]، [حذف: وسنواصل العمل من أجل ضمان التسليم في القوانين بحقوق المرأة والفتاة، ووضع نهاية لما تتعرضان له من عدم مساواة وتمييز وعنف].
8- وإننا نعتبر الأطفال والشباب مواطنين أذكياء قادرين على بناء مستقبل أفضل للجنس البشري. وبناءً عليه، سنهيئ بيئة تضمن كامل اهتمامهم ومشاركتهم في القرارات التي تؤثر على حياتهم، على النحو الذي يتماشى مع قدراتهم المتطورة.
9- ونحن نؤكد من جديد التزامنا بكسر حلقة الفقر في جيل واحد؛ انطلاقًا من اقتناعنا المشترك بأن الحد من الفقر يجب أن يبدأ بالأطفال [إضافة: وأسرهم]، وبإعمال حقوقهم.
10- إن رؤيتنا المتعلقة بالأطفال تستند، في كل هذه الالتزامات التي نأخذها على عاتقنا، إلى اقتناع راسخ بأن المصالح العليا للطفل ستظل على الدوام محل الاعتبار الرئيسي لدينا.http://www.islamonline.net/Arabic/doc/2001/06/article4.shtml - 11

http://www.islamonline.net/Arabic/doc/2001/06/article4.shtml - 11
ثانيًا: التحدي الماثل أمامنا
11- لقد أُحرز في التسعينيات من القرن العشرين قدر كبير من التقدم، صوب تحقيق أهداف مؤتمر القمة العالمي، من أجل الطفل وإعمال الحقوق المنصوص عليها في اتفاقية حقوق الطفل، وذلك في مجموعة متنوعة من المجالات. ورغم كل الإنجازات التي تحققت، فلا يزال الفقر الـمُهلك ينغص حياة أعداد لا حصر لها من الأطفال والأسر. ولم يُنجَز بعدُ كثير من الوعود التي قُطعت من أجل الطفل في مؤتمرات القمة العالمية والمؤتمرات الدولية، خلال العقد الماضي.
12- ويؤدي التمييز إلى تعزيز دوامة الاستبعاد الاجتماعي والاقتصادي. وكثيرًا ما يعكس التمييز- سواء كان قائمًا على العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو الدين، أو الوضع الاقتصادي، أو الموقف السياسي، أو غيره من المواقف، أو الأصل القومي أو الإثني أو الاجتماعي، أو الإعاقة- فوارق في مجالات رئيسية من حياة الأطفال، وهي فوارق آخذة في التعاظم في جميع أنحاء العالم؛ سواء بين البلدان، أو داخلها.
13- وتؤدي الضغوط الاجتماعية والاقتصادية إلى تقويض الدور البالغ الأهمية الذي يقوم بـه الأبوان والأسرة في ضمان حق الطفل في النمو في بيئة مأمونة ومستقرة وحانية. [حذف: وللأسر اليوم أشكال متنوعة]، بل إن بعضها يعوله أطفال في بعض الحالات. وثمة حاجة ماسة إلى دعم الأسر في جهودها المبذولة لتهيئة بيئات مأمونة ومستقرة ومؤازرة للأطفال.
14- وإن ما لا يقل عن 1.2 بليون شخص، نصفهم من الأطفال، يصارعون الآن للبقاء على قيد الحياة؛ اعتمادًا على أقل من دولار واحد في اليوم. كما تسهم الآثار العارمة التي تخلفها الديون الخارجية [إضافة: والحصارات الاقتصادية والسياسية] والفقر وضعف الهياكل الأساسية وتدني نوعية الخدمات في وفاة أكثر من عشرة ملايين طفل دون سن الخامسة كل عام، معظمهم يُتوفَّــى بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، وسوء التغذية. وتودي مضاعفات الحمل والولادة بحياة أكثر من نصف مليون امرأة كل عام. ولا يستطيع أكثرُ من بليون شخص الحصولَ على مياه الشرب المأمونة، وليس في متناول بليونــي و400 مليون شخص مرافق صحية كافية. ولا يقل عدد الأطفال غير المسجلين عند الولادة عن 40 مليون طفل في السنة، وهو ما يشكل انتهاكًا لحقهم في أن يكون لهم اسم، وحقهم في الحصول على الجنسية.
15- ويبدد وباء فيروس نقص المناعة البشرية/ متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) مكاسب تحققت للأطفال على مدى عشرات السنين، ولا سيما في أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى، وذلك وباء ينتشر بسرعة في مناطق أخرى من العالم. ويجب مواجهته بأقصى درجات الاستعجال، تمامًا كما يتعين على العالم أن يواجه عودة ظهور أمراض معدية أخرى، كالملاريا والسل.
16- ويعاني واحد من كل عشرة أطفال من شكل ما من أشكال الإعاقة. وكثيرًا ما لا يكون بمقدور الأطفال المعاقين، [حذف: ولا سيما البنات منهم]، الاستفادة من أبسط الخدمات، وغالبًا ما يتعرضون للتمييز، بل يُحرمون فعليًّا من حقوق المواطنة في كثير من المجتمعات.
17- وما برح النمو البدني والعقلي لملايين الأطفال يتعرقل بسبب عدم كفاية المرافق الصحية، وتدني مستوى الصحة العامة، ومياه الشرب غير المأمونة، والتلوث الجوي، والنفايات الخطرة، واكتظاظ المساكن بالسكان، بل إن هناك عددًا من الاتجاهات البيئية العالمية التي تشكل عقبات رئيسية أمام رفاهة الأطفال مستقبلاً، مثل: الاستخدام غير الرشيد للمياه والموارد الطبيعية الأخرى.
18- وتُعرِّض إساءة استعمال المخدرات حياة أعداد ضخمة من الشباب والأطفال للخطر؛ لذا، فإن هناك حاجة إلى أن تتخذ الحكومات والوكالات الحكومية الدولية إجراءات متضافرة لمكافحة ما هو غير مشروع من إنتاج المخدرات والمؤثرات العقلية، أو توريدها، أو الطلب عليها، أو الاتجار بها، أو توزيعها.
19- ولا يُكمل ثلث الأطفال جميعًا خمس سنوات من الدراسة، وهي سنوات تمثل الحد الأدنى اللازم للإلمام الأساسي بالقراءة والكتابة. ويزيد عدد الأطفال غير المقيدين في المدارس، ممن هم في سن المدرسة الابتدائية عن 110 ملايين طفل، معظمهم من الإناث. وهناك ملايين أخرى تتلقى التعليم على أيدي مدرسين غير مدربين، لا يتقاضون أجورًا كافية، في قاعات دراسية مكتظة بالتلاميذ، وغير صحية، وغير مجهزة بالمعدات الكافية. إن هذا العالم الذي يتسم بالتغير التكنولوجي السريع يعني أن الأطفال غير الحاصلين على تعليم أساسي، بمن فيهم الملايين الكثيرة الواقعة فريسة لعمل الأطفال، سيكون مصيرهم حتمًا شكلاً ما من أشكال الإعاقة والاستبعاد [إضافة: والانحراف].
20- ولا يزال أثر الصراعات على الأطفال فتاكًا، وواسع الانتشار. ففي التسعينيات من القرن العشرين، أودت الصراعات المسلحة بحياة أكثر من مليوني طفل، وأصيب أكثر من ثلاثة أضعاف هذا العدد بعاهات مستديمة أو بإصابات خطيرة. وفي المناطق المتأثرة بالحروب، لا توجد إلا قلة قليلة من الأطفال لا يمكنها أن تطمح حتى إلى أبسط معايير الرعاية والتعليم والصحة. وكثير منهم يُقتلون أو يشوهون أو يُختطفون أو يُعتدى عليهم جنسيًّا. ويزيد عدد الأطفال المجندين للمشاركة في الصراعات المسلحة التي احتدمت مؤخرًا عن 300000 طفل. ولا تزال الأسلحة الصغيرة والألغام الأرضية تعصف بحياة الأطفال [إضافة: والكبار]. كما يعيش 20 مليون طفل لاجئ ومشرد محنةً بالغة السوء.
21- إن ضَعف الأطفال يجعلهم عرضة للعنف وإساءة المعاملة والاستغلال. فهناك أكثر من 100 مليون طفل يعملون في ظروف محفوفة بالمخاطر. وكثير منهم يعملون على أساس السخرة، أو يتعرضون للاتجار بهم، أو يجبرون على ممارسة البغاء، أو المشاركة في المواد الإباحية. والعنف البدني وإساءة المعاملة الذهنية الموجهان ضد الأطفال متفشيان في المنازل والمدارس والمؤسسات والمجتمع المحلي. وفي حالات كثيرة جدًّا، يَصدر سوء المعاملة عمن هم مسؤولون مباشرة عن رعاية الأطفال وحمايتهم.http://www.islamonline.net/Arabic/doc/2001/06/article4.shtml - 11

http://www.islamonline.net/Arabic/doc/2001/06/article4.shtml - 11
ثالثًا: الفرص الجديدة
22- إن عالم اليوم لديه الإطار الشارع والقدرة الاتصالية والمعرفة التقنية والموارد المالية التي تمكنه من تلبية أشد حاجات الأطفال إلحاحًا، وضمان حقوقهم. وتصديق الجميع تقريبًا على اتفاقية حقوق الطفل، إلى جانب مجموعة من الصكوك والالتزامات الأخرى المتعلقة بحقوق الإنسان، [حذف: ومنها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة](3)، يقرر بشكل جَلِيّ وقاطع حقوقًا للأطفال [حذف: والنساء].
23- وقد أدى اتباع نهـوج إنمائية جديدة في العقد الماضي إلى تقوية الاقتناع بوجوب اهتداء الجهود الرامية إلى القضاء على الفقر والاستبعاد بالقيم العالمية وحقوق الإنسان، بدءًا بحقوق الطفل. فالنهج الإنمائي القائم على حقوق الإنسان يتصدى للتمييز على جميع المستويات، بما في ذلك السياسات والممارسات الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن القرارات السياسية. وهذا النهج يمكِّن الأسر والمجتمعات من ضمان الحصول على ما تحتاج إليه من دعم. والنهج القائم على حقوق الإنسان يعني ضمنًا أن كل مقترحات الاستثمار يتعين النظر فيها، لا من حيث إسهامها في النمو الاقتصادي فحسب، بل من حيث القيمة التي تضيفها إلى تحسين حالة الإنسان، ولا سيما رفاهة الأطفال، أيضًا.
24- وفي مؤتمر قمة الأمم المتحدة للألفية، أعاد أكبر تجمع لقادة العالم- يشهده التاريخ- تأكيد مجموعة من القيم العالمية: هي الحرية، والمساواة، والتضامن، وعدم التعصب واللاعنف، واحترام الطبيعة، وتقاسم المسؤولية عن تعزيز أمن الإنسان والتنمية البشرية. إن أفضل وجه يتجلى فيه احترام هذه القيم هو التزامنا بحقوق الطفل، باعتبار ذلك واجبًا أخلاقيًّا، ومتطلبًا تقضي به القواعد، وأسرع سبيل إلى التقدم الاجتماعي والاقتصادي.
25- لقد أصبحت حماية الأطفال في الصراعات المسلحة أقرب إلى بؤرة الاهتمامات الدولية في مجال السلام والأمن، وهذا أمر أكده مجلس الأمن وعدد متزايد من المنظمات الإقليمية.
26- وتعزيز علاقات الشراكة مع القطاع الخاص- على اعتبار أن انتعاش الأسواق والأمن البشري أمرين متلازمين- يحمل في طياته بشائر إحراز تقدم سريع لصالح الأطفال، بما في ذلك تهيئة بيئات أكثر ملاءمة للأطفال في المجتمعات المحلية والأسر.
27- ويجب أن يكون الأطفال نقطة الانطلاق لأي جهود ترمي إلى بث ثقافة السلام [إضافة: القائم على العدل] واللاعنف [إضافة: إلا إذا كان للدفاع عن النفس]. إن إعلان الجمعية العامة عقدًا دوليًّا لثقافة السلام واللاعنف من أجل أطفال العالم (2001 - 2010)(4)، سيتيح للعالم فرصة لتعزيز احترام حياة وكرامة كل إنسان، دون أي شكل من أشكال الإجحاف أو التمييز.
28- وتهيئ ثورة المعلومات والاتصالات العالمية فرصًا جديدة للناس؛ كي يشتركوا في التنمية، وفي حماية حقوقهم. وقد تسببت هذه الفرص في نشأة حركة عالمية تستهدف صالح الطفل، وتسخر طائفة كبيرة من الدرايات الفنية وصور الالتزام والقيادة والخبرة، لا سيما في صفوف الأطفال والشبان.
29- وتبشر الفتوحات السريعة في التكنولوجيا الطبية والصحية [إضافة: المحكومة بالضوابط الأخلاقية والدينية]، بما فيها الأمصال الجديدة والمحسنة، والتوسع في فهم منافع المغذيات الدقيقة، بإنقاذ أرواح أعداد لا تحصى من الأطفال، من بينهم الأطفال الذين لا يمكن الوصول إليهم إلا بشق الأنفس، كما تبشر بتجميل حياة هؤلاء الأطفال.
30- والتحدي المطروح أمامنا، بوصفنا قادة سياسيين وقادة للمجتمع المدني، هو تجديد التزامنا بالاستثمار في مستقبلنا المشترك، بترجمة ذلك الالتزام إلى أهداف واقعية وإجراءات عملية.http://www.islamonline.net/Arabic/doc/2001/06/article4.shtml - 11

http://www.islamonline.net/Arabic/doc/2001/06/article4.shtml - 11
رابعًا: الأهداف والمرامي، وتقليل التفاوتات
31- بيَّـنت تسعينيات القرن العشرين أن الأهداف والمرامي تمثل حوافز قوية للتنمية الاجتماعية. وقد أثبتت جدواها الشديدة بطريقتين، هما: تحفيز الفعاليات الوطنية والشركاء الدوليين، وحشدهم على طريق العمل؛ وتوفير معايير يُقاس بها التقدم المحرز.
32- وقد حظي عديد من الأهداف والمرامي المتصلة بالأطفال بتأييد اجتماعات القمة والمؤتمرات الرئيسية، التي عقدتها الأمم المتحدة على مدى العقد الماضي، كما تأكدت هذه الأهداف والمرامي مجددًا بقرارات تلك الاجتماعات والمؤتمرات. وهناك توافق آراء دولي عام على الأهداف المتمثلة في تقليل وفيات الرضع، ومن تقل أعمارهم عن الخامسة، ووفيات الأمهات، وسوء تغذية الأطفال، وتحسين التعليم ومحو أمية الكبار، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وتوفير إمكانية حصول الجميع على المياه الآمنة وعلى المرافق الصحية الكافية، وحماية الأطفال من فيروس نقص المناعة البشرية/ متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، ومن آثار الصراع المسلح، ومن العمل في سن الطفولة، ومن استغلالهم جنسيًّا، وإيذائهم.
33- ولا تزال هذه الأهداف والمرامي تمثل الأساس لإعمال حقوق كافة الأطفال والمراهقين. [إضافة: بما لا يتعارض مع أخلاقيات الأمم ومنظوماتها القيمية].
34- وفي مؤتمر القمة العالمي من أجل الطفل، تحقق اتفاقًا بشأن مجموعة أهداف للتسعينيات من القرن العشرين، وعلى إجراء استعراض في نهاية العقد. كما أُضفِـي طابع رسمي على الأهداف والمرامي المتصلة بالطفل في لقاءات عالمية، عُقدت بعد ذلك. وهذا شمل الالتزامات المقطوعة بالنسبة لسنة 2015، خلال استعراض نتيجة مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية، وخلال قمة الألفية. والآن، نلتزم بمجموعة أهداف رئيسية للعقد المقبل. وستكون هذه الأهداف بمثابة علامات طريق يهتدي بها العمل الرامي إلى تحقيق الأهداف والمرامي الأطول أجلاً، وهـي:
(أ) بلوغ التصديق العالمي على اتفاقية حقوق الطفل، على سبيل الاستعجال؛ والتصديق العالمي، بحلول سنة 2003، على بروتوكولاتها الاختيارية المتعلقة بإشراك الأطفال في الصراع المسلح(5)، وببيع الأطفال، وبغاء الأطفال، والمواد الإباحية عن الأطفال(6).
(ب) استعراض التشريعات الوطنية في كافة البلدان بحلول سنة 2005؛ لضمان التقييد التام بمعايير اتفاقية حقوق الطفل وبروتوكولاتها الاختيارية. [إضافة: بما لا يتعارض مع خصوصيات كل بلد وسيادتها].
(ج) التصديق العالمي بحلول سنة 2005 على اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 182؛ للقضاء على أسوأ أشكال عمل الطفل.
(د) تنفيذ مبادرة 20/ 20، التي تخصص للخدمات الاجتماعية الأساسية، ما لا يقل عن 20% من الميزانيات الوطنية للبلدان النامية، وما لا يقل عن 20% من ميزانيات المعونة لدى البلدان المانحة.
(هـ) تسجيل جميع الولادات، ووجود شهادات ميلاد، لدى جميع الأطفال، وذلك بحلول سنة 2010.
(و) تحقيق زيادة بنسبة 50% في مدى تغطية البرامج الهادفة إلى تعزيز النماء البدني والعاطفي والاجتماعي والمعرفي [إضافة: والديني والأخلاقي] للأطفال منذ لحظة الميلاد، وحتى سن الثمانية، وذلك باستعمال المؤشرات المتفق عليها وطنيًّا.
(ز) تقليل عدد الأطفال الذين يشبون وحدهم، بمن فيهم الأيتام، بنسبة الثلث، وتعزيز حلول الرعاية البديلة التي تهتدي بمصلحة الطفل الـمُثلـى.
(ح) وضع سياسات وبرامج لحماية الأطفال من العنف، وتقليل نسبة الأطفال ضحايا العنف العائلي والمجتمعي بمعدل النصف.
(ط) وضع برامج لتعزيز فرص التعليم والتدريب المهني للمراهقين.
(ي) بحلول سنة 2005: تم تقليل معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بين الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشر والرابعة والعشرين، بما لا يقل عن 25% في البلدان الأكثر تضررًا، وبحلول سنة 2010: تُخفض هذه المعدلات بنسبة 25% على الصعيد العالمي.
(ك) تزويد 75% من النساء [إضافة: والرجال] المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية، في شتى أنحاء العالم، بعلاج فعال لتقليل انتقال فيروس الإيدز من الأم إلى الطفل، وذلك بحلول سنة 2010.
(ل) تقليل معدلات وفيات الرضع، ومن تقل أعمارهم عن الخامسة بما لا يقل عن الثلث، وذلك فيما بين سنتي 2000 و2010.
(م) تقليل معدل وفيات الأمهات بما لا يقل عن الثلث، وذلك فيما بين سنتي 2000 و2010.
(ن) المصادقة بحلول سنة 2005 على القضاء عالميًّا على شلل الأطفال.
(س) القيام في كل محافظة بتحصين ما لا يقل عن 80% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة ضد الدفتيريا والسعال الديكي والتيتانوس والحصبة والسل الرئوي، وتحصين النساء اللائي في سن الحمل ضد التيتانوس، ونشر فوائد الأمصال الجديدة والمحسنة، وغير ذلك من الأنشطة الصحية الوقائية؛ لكي تصل إلى الأطفال في كافة البلدان.
(ع) القضاء فعليًّا- بحلول سنة 2005- على الاضطرابات الناتجة عن نقص اليود، والقضاء- بحلول سنة 2010- على نقص فيتامين (ألف).
(ف) القيام- بحلول سنة 2010- بتخفيض النسبة المئوية للأطفال الأقزام الذين تقل أعمارهم عن الخامسة، بما لا يقل عن ثلث المعدل المسجل في سنة 2000.
(ص) القيام- بحلول سنة 2010- بتخفيض عدد المحرومين من إمكانية استعمال المرافق الصحية والكميات الكافية من المياه الرخيصة المأمونة بنسبة الثلث.
(ق) القيام- بحلول سنة 2010- وكخطوة نحو تحقيق الأهداف التي حددها المنتدى التعليمي العالمي لسنة 2015، بتقليل عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس، رغم بلوغهم سن الالتحاق بنسبة 50%، وزيادة معدل القيد بالمدارس الابتدائية إلى ما لا يقل عن 90%.
(ر) تحقيق كافة الأطفال لمستويات التعلم المحددة وطنيًّا في مجالات العد ومحو الأمية والمهارات الحياتية.
(ش) تكافؤ فرص الجنسين فيما يختص بإمكانية الحصول على التعليم الابتدائي، وذلك بحلول سنة 2005.
35- وينبغي للبلدان جميعًا أن تتبنى أهدافًا ومرامي محددة، ذات أطر زمنية، وقابلة للقياس، تستند إلى ما ورد أعلاه، وإلى المهام المبينة في الفرع الخامس أدناه، مع التكييف الملائم للحالة التي ينفرد بها كل بلد. ولا بد أن تكون هذه الأهداف المحددة لصالح الطفل جزءاً أساسيًا من البرامج الإنمائية الوطنية ودون الوطنية، وإستراتيجيات الحد من الفقر، والنهوج القطاعية، وغير ذلك من الخطط الإنمائية ذات الصلة.
36- وبينما تعطي الأهداف والمرامي العامة إحساسًا جيدًا بالتقدم العام المحرز على الصعيد الوطني، فإنها يمكن أن تخفي تفاوتات شديدة. ولأن الكثير من التفاوتات ينشأ عن التمييز، ويشكل انتهاكا رئيسيا لحقوق الطفل، فمن الأهمية بمكان أن تشمل الأهداف المحددة لصالح الطفل أهدافًا تتعلق بتقليل التفاوتات. وهذا سيساعد على تركيز الجهود على تقليل التفاوتات بين الفتيات والفتيان، وبين الأسر الريفية والأسر الحضرية، وبين الأطفال الأغنياء والأطفال الفقراء، وسيساعد على إبراز الفجوات القائمة في الأداء التي تُفرق بين الدول، والمقاطعات، والمحافظات؛ والفئات الاقتصادية- الاجتماعية؛ وسكان الحضر، وسكان الريف.
 

¼¸،‌ظG

 


إصدارة جديدة

 ختان الإناث الشرعي  رؤية طبية  

المؤلف:د ست البنات خالد

 

عرض الكتاب»

 

جميع الحقوق  محفوظة الإ للنشر الدعوي مع الإشارة للمصدر  موقع منظمة أم عطية 2004  اتصل بنا  info@umatia.org

المشرف العام على الموقع  د . ست البنات خالد  السودان - الخرطوم