كلمة فضيلة الدكتور عبد الحي يوسف عن الكتاب
الحمد لله رب العالمين
,و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين ,وعلى اله وصحبه أجمعين .
أما بعد:
ففي زماننا هذا تروج الفري و الأكاذيب حتى اصبح الحق في كثير من
الأحيان باطلا و الباطل حقا,و صدقت نبوة رسول الله صلى الله عليه
و سلم (إن بين يدي الساعة سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب
فيها الصادق و يؤتمن الخائن و يخون الأمين و يتحدث الرويبضة !قيل
:وما الرويبضة يا رسول الله ؟قال : الرجل التافه يتحدث في امر
العامة ) هذه المقولة النبوية لا زلنا نلتمس آثارها و نسمع
أخبارها في كثير من القضايا آلتي تطرح للنقاش و يطلب فيها الرأي
السديد, ولكن هيهات هيهات آن يصل الناس المخلصون آلي بغيتهم إذا
تكلم العيي و أفتى البليد و تصدى للأمر من لا يحسنه , بل الأنكى
من ذلك آن يعلو من لا يسلم دينه من النقص و عرضة من الطعن.
أقول :
إن قضية ختان الإناث لهى من أوضح صور العقم الفكري الذي تعيشه
الأمة و التزوير العلمي الذي تعانيه الأجيال ,حيث تكلم فيه من
يعلم و من لا يعلم, فتجد من الناس من يتقمص شخصية الطبيب الحاذق
البصير و هو لم يعرف من الطب آلا اسمه و غاية أمره بضاعة مزجاة
في علم النفس او الدراسات النسوية, وتجد آخر يتصدى للفتوى و هو
لا يملك مؤهلاتها العلمية ولا الأخلاقية فيتحدث في المسالة قولا
ما سبقه إليه أحد من العالمين, و بين هؤلاء وأولئك نسوة تعمدن
الضجيج الإعلامي و الصياح في المجامع من غير إثارة من علم أو هدى
أو كناب منير , ويزيد الطين بلة جماعة من أهل الصحافة جعلوا من
الختان قضية القضايا و أساس المشكلات و اضر العادات. قافلين عن
فساد العقائد وانحراف الأخلاق وخراب الذمم وتهتك القيم.
ويا معشر المسلمين:
اعلموا أنه لم يقل أحدا من أهل العلم بأن ختان الانثى حرام بل
الاتفاق على مشروعيته حاصل والحمد لله فلا تقبلوا قول مسكين يريد
آن يورد قولا رابعا, ولا يحسبن مسلم أن القوم يريدون تقرير مسالة
خلافية او محاربة العادة الفرعونية,بل يريدون العدوان على دين
الأمة و ثوابتها حين يقررون اليوم آن ختان الإناث ضار بالمرأة,
وقد نطقت الأدلة الشرعية بوجوبه او سنيته ,وكأني بهم يقولون
للناس أن الشريعة الإسلامية جاءت بما فيه الضرر ليأتوا غدا للناس
بفرية أخرى بعد آن هيئت الأجواء بقبول الأولي .
إننا نحمد الله على آن هيأ من آهل الطب من يتصدى لهؤلاء المزورين
و يقبل منازلتهم في سائر الميادين ,مبينا حدود الختان الشرعى
الذي تتحقق به المصلحة صابرا على ما يصيبه من السنة حداد لا تتقى
الله فيما نقول, محتسبا أجرة على الله الذي يعلم خائنة الأعين و
ما تخفى الصدور , وأنني التمس من الأطباء المهرة البررة آن
يكونوا كونا للسيدة الفاضلة الدكتورة \ ست البنات خالد في جهادها
المشكور لبيان الحق في زمن التدليس والتلبيس ,وليجعلوا من ذلك
زكاة لعلمهم ودفاعا عن سنه نبيهم صلى الله عليه وسلم,والله لا
يضيع اجر المحسنين . كما أنني أرجو من السادة العلماء أئمة الدين
آن يصدعوا بكلمة الحق قياما بالأمانة واداء للواجب ووفاء
بالميثاق الذي أخذه الله عليهم (وإذ اخذ الله ميثاق الذين أوتوا
الكتاب لتبينته للناس ولا تكتمونه) وحذرا من الوعيد الإلهي (إن
الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بد ما بيناه للناس
في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون ).
جزى الله الدكتورة خيرا و بارك في مسعاها ووفقنا جميعا للحق
برحمته وجعلنا من أهله و خاصته,والحمد لله أولا و أخرا .
كتبه
الشيخ الدكتور :عبد الحي يوسف
رئيس قسم الثقافة الإسلامية
جامعة الخرطوم_السودان
|